كلمة المهندس أمين بن حسن الناصر، رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، في منتدى الصين للتنمية
أصحاب السعادة، الضيوف الكرام، السيدات والسادة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأسعد الله مساءكم بكل خير.
تسعدني العودة إلى بكين من جديد لألتقي بالأصدقاء الأعزاء والشركاء المقربين.
فقد اجتمعنا من جديد في ظلال بعض التطورات التي تحيط بنا، بما في ذلك الخروج مؤخرا من جائحة كوفيد، واشتعال النزاع في أوروبا، والظروف غير المواتية التي يشهدها الاقتصاد العالمي ، بما في ذلك أزمة الطاقة.
ومما يزيد من تعقيد هذه التطورات واقع وآفاق التحول العالمي في مجال الطاقة، الذي يحتاج وبشدة إلى التحلي بقدرٍ من الواقعية والوضوح.
ولذلك، فإننا نرحب بالأفكار العملية التي طرحها فخامة الرئيس شي جين بينغ حول هذا الموضوع.
وإننا نتفق مع رأيه الذي يؤكد على ضرورة استمرار عمل مصادر الطاقة التقليدية بالتوازي مع مصادر الطاقة الجديدة لعقود قادمة.
ونتفق أيضًا بأن الصين لا يمكنها تحقيق أهدافها المتعلقة بالحد من تغير المناخ على حساب أمنها في مجال الطاقة.
وكان مبدأ "الحصول على الجديد قبل التخلص من القديم" الذي أعرب عنه فخامة الرئيس الصيني متماشيًا مع مبدئنا.
وفي الواقع فإن أرامكو السعودية تعمل بالفعل على تطوير ثلاث استراتيجيات رئيسة لدعم أولويات الطاقة والتنمية في الصين مع أخذ هذه الحقائق بعين الاعتبار.
أولًا، ستسهم زيادة الطاقة الإنتاجية للشركة بمقدار مليون برميل في اليوم لتصل إلى 13 مليون برميل في اليوم بحلول عام 2027 في تعزيز أمن الطاقة بعيد المدى في الصين.
فضلًا عن زيادة إنتاجنا من الغاز بأكثر من خمسين في المائة بحلول عام 2030، مما سيؤدي إلى إتاحة مليون برميل إضافية من النفط في اليوم لدى أرامكو وتخصيصها للتصدير، ليسهم ذلك أيضًا في تعزيز أمن الطاقة في الصين.
ثانيًا، إننا عازمون على تحقيق المزيد من خفض كثافة انبعاثات الكربون المصاحبة لإنتاج النفط، وهي نسبة منخفضة اصلا في انتاج النفط السعودي مقارنة بأنواع النفط الأخرى ، كما نعمل على خفض كثافة انبعاثات غاز الميثان.
ونعمل أيضًا بشكل كبير على تطوير حلول مثل التقنيات المتقدمة في مجال احتجاز الكربون وتخزينه، وتقنيات الاقتصاد القائم على تدوير الكربون.
وعلاوة على ذلك، أطلقنا مؤخرًا صندوقًا للاستدامة برأس مال بقيمة مليار ونصف دولار، بهدف الاستثمار في التقنيات المتقدمة التي ستساعدنا جميعًا على الاقتراب من تحقيق هدف الوصول إلى صافي الانبعاثات الصفري في المستقبل.
ويوفر قطاع رأس المال الجريء في الصين فرصًا استثمارية مهمة لتحفيز الجهود الرامية إلى تطوير التقنية والابتكار اللازمين.
وفي الوقت نفسه، وفي ظل التوقعات باستمرار هيمنة السيارات ذات المحركات التقليدية على الطرق في المستقبل المنظور، فإننا نقوم بتطوير محركات وأنظمة هجينة أكثر كفاءة وأقل انبعاثات.
وهذا السبب الذي دفع الشركة إلى التوقيع على خطاب نوايا لتكون جزءًا من كيان جديد تنشئه شركتا جيلي ورينو.
ومن شأن جميع هذه المبادرات أن تساعد الصين على تحقيق أهدافها في مجال الحد من الانبعاثات.
ثالثًا، نعمل باستمرار على إضافة مصادر طاقة ذات انبعاثات كربونية أقل إلى مجموعة أعمالنا، وخاصة الهيدروجين الأزرق والأمونيا الزرقاء والوقود الاصطناعي ومصادر الطاقة المتجددة.
كما أننا نعمل أيضًا على تقييم الدخول في مجال الغاز الطبيعي المسال.
ومع تطور عمليات التحول في مجال الطاقة، فإننا نعمل أيضًا على أعمال التطوير المهمة المتعلقة بالتحول في مجال المواد.
ويُعد الحد من الانبعاثات الناتجة من القطاعات التي يصعب السيطرة عليها مثل صناعات الحديد والألمنيوم والإسمنت والخرسانة أمرًا ضروريًا لأعمال التنمية عالية الجودة في الصين.
ونعمل مع شركة باوستيل الصينية لتأسيس مصنع لإنتاج ألواح فولاذية في المملكة العربية السعودية ذات أثر كربوني أقل.
وفي الواقع يُعتبر هذا مثالًا رائعًا على الفرص المتعددة والجاذبة للشركات الصينية في المملكة ضمن مجموعة متنوعة من مجالات الطاقة وغيرها من المجالات.
وعلى نطاق أوسع، فإننا نعمل على تطوير مواد متطورة وأكثر استدامة مثل تلك المواد التي تعتمد على البوليمرات والكربون لتصبح متممة للمواد التقليدية، إلى جانب خفض تكلفتها العالية.
كما دشنا مركزًا جديدًا للتميز في مجال تقنيات المواد غير المعدنية وهو مركز "نيكسل" هنا في بكين.
وبعبارة أخرى، فإننا نسعى لأن نصبح مصدرًا شاملاً للطاقة والكيماويات بالنسبة لأمن الطاقة في الصين على المدى البعيد ولأعمال التطوير عالية الجودة في الصين.
ولهذا السبب تضاعفت إمدادات الطاقة إلى الصين، بما في ذلك المنتجات الجديدة منخفضة الكربون، والكيماويات، والمواد المتطورة، وكلها مدعومة بتقنيات الحد من الانبعاثات الكربونية.
وعلى وجه الخصوص، فإننا نرى فرصة كبيرة تعود بالنفع على الجميع لبناء قطاع متكامل عالمي رائد في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق في الصين، مع التركيز بشكل خاص على تحويل السوائل مباشرة إلى كيميائيات بشكل كبير كجزء من خطط التوسع الأكبر في أعمال تحويل السوائل إلى كيميائيات.
وفي الواقع، فإننا نقوم اليوم بإبرام اتفاقيات نهائية مع شركتي نورث هواجين كيميكال وبانجين زينتشنغ للبدء في إنشاء مجمع شامل ومتكامل لأعمال التكرير والبتروكيميائيات في مقاطعة لياونينغ.
أصحاب المعالي والسعادة، السيدات والسادة، إن رؤية أرامكو السعودية لمستقبل الطاقة، والسبل الأكثر واقعية للوصول إلى ذلك، تنسجم بشكل وثيق مع رؤية الصين.
وكما هو الحال في الصين، فإننا في أرامكو نخطط للمستقبل بناء على أفق زمني طويل يمتد لعقود وليس لشهور.
وهذا ما يفسر تعاملنا بأولوية قصوى مع أمن الطاقة في الصين على المدى البعيد وأعمال التنمية عالية الجودة لديكم.
شكرًا لكم!
الاستفسارات الإعلامية
جميع استفسارات وسائل الإعلام يتم التعامل معها من قبل إدارة الإعلام والتواصل التنفيذي في أرامكو - قسم العلاقات الإعلامية. الظهران - المملكة العربية السعودية