كلمة المهندس أمين بن حسن الناصر في منتدى التنمية الصيني

أمين حسن الناصر، الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أصحاب المعالي والسعادة، الضيوف الكرام، السيدات والسادة: صباح الخير.
يسعدني أن أكون هنا وأن أحظى بشرف حضور منتدى التنمية الصيني.
اسمحوا لي في البداية أن أشيد بوزارة التجارة على اختيار هذا الشعار. تُقدر أرامكو السعودية جميع المبادرات المقدمة من التوسع في فتح السوق الصينية، وتحسين بيئة الأعمال إلى جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.
ومن المؤكد أن بُعد النظر الاستراتيجي هذا هو ما دفع بعجلة التنمية في الصين على مر العقود، بمسيرة ووتيرة ملهمة ومثيرة للإعجاب. ومن الواضح أيضًا أن الصين ستظل في المستقبل في هذه المكانة القوية التي تجعلها موضع غبطة من الاقتصادات الأخرى.
ويأتي ذلك تماشيًا مع تركيز الرئيس "شِي" على التنمية عالية الجودة، وتعزيز الاعتماد على الذات، ومواطن القوة التي تتمتع بها الصين في مجالي العلوم والتقنية. وأود في الحقيقة أن أشيد بالخطوات الرائعة التي تواصل الصين اتخاذها في مختلف التخصصات العلمية والتقنية المتطورة.
وتشير الأرقام إلى أن الصين تستحوذ بالفعل على 80% تقريبًا من الطاقة الإنتاجية العالمية للخلايا الشمسية الكهروضوئية، و70% تقريبًا من الطاقة الإنتاجية العالمية لبطاريات الليثيوم أيون.
إضافة إلى ذلك، يُصنع في الصين حاليًا حوالي 7 من كل 10 سيارات كهربائية تباع على مستوى العالم. وكل ذلك يقودني إلى الدور المحوري للطاقة في المستقبل.
تفخر أرامكو السعودية بكونها موردًا موثوقًا للطاقة وشريكًا جديرًا بالثقة للصين. وهي شراكة نعتقد بأنها ستزداد متانة مع استمرار أهمية النفط والغاز للتنمية الاقتصادية في الصين.
ومع ذلك، فإننا نتوقع أن يتحول الطلب على النفط هنا مع مرور الوقت، من النقل الخفيف إلى البتروكيميائيات، نظرًا للحاجة المتزايدة إلى المواد البلاستيكية والألياف الاصطناعية وغيرها من المواد المتطورة.
وفي الواقع، فإن تأمين إمدادات هذه المواد بصورة موثوقة سيكون أمرًا مهمًا لقطاعات النمو الحيوية وعالية الجودة في الصين، مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية والسيارات والفضاء والإنشاء. وتعد الصين بالفعل أكبر مستهلك ومنتج للبتروكيميائيات في العالم، حيث تستحوذ على ما يقرب من نصف الطلب العالمي.
وكما تمكنت الصين من أن تصبح مصنع العالم، فإنها في طريقها الآن لتصبح مركزًا عالميًا للمواد الكيميائية والعديد من الصناعات المستقبلية. وتتماشى استراتيجية أرامكو السعودية للبتروكيميائيات تمامًا مع ما تطمح إليه الصين.
حيث تخطط أرامكو السعودية إلى تحويل أربعة ملايين برميل في اليوم من النفط إلى مواد كيميائية عالية القيمة خلال العقد القادم، وقد اقتربنا بالفعل من منتصف الطريق لتحقيق ذلك الهدف. كما أننا نرى الصين شريكًا رئيسًا، لذا نسعى إلى تعزيز سبل التعاون معها في العديد من المجالات.
وتربطنا بالصين مصالح تجارية كبيرة متبادلة. فهنا في الصين، تقوم أرامكو السعودية بدور فعال في دعم أمن الطاقة واللقيم الكيميائي، من خلال استثمارها في العديد من مشاريع التكرير والكيميائيات والتسويق.
والصين، في الواقع، هي إحدى أبرز الوجهات الاستثمارية للشركة. وتستثمر أرامكو السعودية حاليًا في مقاطعات فوجيان ولياونينغ وتشجيانغ وتيانجين. وأود التأكيد على كلمة "حاليًا" لأننا ماضون في البحث عن فرص إضافية تشمل الطاقة والمواد الكيميائية والتقنية.
وفي الجانب الآخر، ندعم قائمة الاستثمارات السعودية المتزايدة في الصين. ويعد مشروع ياسرف المشترك على الساحل الغربي للمملكة من بين أكبر المصافي في العالم، وهو المشروع الذي تطلق عليه وزارة التجارة الصينية "نجم الطاقة الصاعد في سماء المملكة العربية السعودية". وتشمل قائمة الاستثمارات أيضًا مشروع باوستيل المشترك للتصنيع، واستحواذ شركة رونغشنغ المحتمل على حصة في إحدى مصافي أرامكو.
والخلاصة: تحتل الصين مكانة رئيسة في الاستراتيجية العالمية لأرامكو السعودية. وبصفتنا مستثمرين على المدى البعيد، فأننا في أرامكو لا نزال متحمسين للفرص الكبيرة والمتنامية التي تتمتع بها الصين.
ونودّ في الحقيقة أن نبنيَ على علاقتنا القوية القائمة، ونسمو بها إلى آفاق جديدة. ونرحب بجهود وزارة التجارة الرامية لتعزيز المزيد من الاستثمارات الدولية في الصين.
ونودّ أن نشكر الحكومة الصينية على تمكين استثمارات أرامكو في الصين ونتطلع إلى مستقبل واعد تتحقق فيه مصالح الجميع.
شكرًا لكم.
الاستفسارات الإعلامية
جميع استفسارات وسائل الإعلام يتم التعامل معها من قبل إدارة الإعلام والتواصل التنفيذي في أرامكو - قسم العلاقات الإعلامية. الظهران - المملكة العربية السعودية