أرامكو تحلّق عاليًا: الطائرات المسيرة ترتقي بأعمال الشركة
تجد الشركة طرق جديدة لاستخدام الطائرات المسيرة في تحسين السلامة والكفاءة والأداء البيئي في أعمالها.
- تعمل أرامكو على توسيع نطاق استخدام الطائرات المسيرة في جميع مرافقها منذ عام 2015م.
- استخدام الطائرات المسيرة يمكّن الشركة من خفض تكاليف الصيانة وتقليص وقت التفتيش في جميع مرافقها.
- تؤدي الطائرات المسيرة أيضًا دورًا محوريًا في مراقبة مرافق الشركة للكشف عن أي تسرب محتمل لغاز الميثان.
توفر الطائرات المسيرة، المعرّفة باسم (الدرونز)، مزيجًا فريدًا يجمع بين الحركة والقدرة على جمع البيانات والدقة، مما يجعلها أداة لا تُقدّر بثمن في العديد من القطاعات. وقد ذاع صيت الطائرات المسيرة وتعددت استخداماتها في مختلف القطاعات بشكل متزايد في السنوات الأخيرة، سواءً في قطاع الإنشاء حيث تُستخدم لمسح الأراضي ورسم خرائط لها، أو في القطاع الزراعي لزراعة البذور ورش الأسمدة، أو في القطاع الأمني لمراقبة المساحات الكبيرة.
ولا يُستثنى قطاع الطاقة من ذلك؛ إذ تعود الطائرات المسيرة بعظيم النفع والفائدة على مجموعة كبيرة من الأعمال بدءًا من أعمال فحص خطوط الأنابيب ووصولاً إلى أعمال المراقبة البيئية في مجال الطاقة والكيميائيات عن طريق أداء مهام قد تكون صعبة أو خطيرة أو مكلفة بالنسبة إلى البشر.
التوسع في استخدام الطائرات المسيرة
بدأت أرامكو باستخدام الطائرات المسيرة في عام 2015م لإجراء أعمال الفحص في سبعة مرافق. وواصلت الشركة، على مر السنين، توسيع نطاق استخدام الطائرات المسيّرة بما يتوافق مع فلسفتها المتمثلة في استخدام تقنيات متطورة ونشرها للارتقاء بأداء أعمالها. وتعمل الشركة الآن على نشر أكثر من 100 طائرة مسيرة في جميع مرافقها الرئيسة.
وفي الوقت الذي تُعدُّ فيه الطائرات المسيرة ضرورية لفحص مرافق الشركة وصيانتها، مثل: المواقع البرية والبحرية، وصهاريج التخزين، والبنية التحتية لشبكة الكهرباء؛ فإنها تساند أيضًا مجموعة كبيرة من الأعمال الميدانية، مثل: الاستجابة للحالات الطارئة، والمراقبة الأمنية، ورسم الخرائط من الجو، والمراقبة البيئية.
"ظهور الطائرات المسيرة في قطاع النفط والغاز نقلة نوعية ستُحدث تغييرات جذرية، حيث سيؤدي استخدام الروبوتات وتطبيقات الطائرات المسيرة المتطورة في مختلف أعمال أرامكو إلى انتهاج ممارسات أكثر سلامة وأقل كلفة وأكثر كفاءة".
الأستاذ خالد القحطاني
النائب الأعلى للرئيس للخدمات الهندسية
التفتيش والمراقبة
يمكن أن تشمل عمليات التفتيش التقليدية لسلامة الأصول في قطاع النفط والغاز على عمل يدوي ونصب سقالات وأوقات تعطل مكلفة، ويمكن أن تكون عمليات التفتيش خطرة، خاصة عند إجرائها في مواقع العمل النائية أو عند حدوث حالة طارئة تستدعي العمل ليلاً.
تستخدم أرامكو الطائرات المسيرة باعتبارها وسيلة سريعة ومقتصدة التكلفة لمعاينة ومراقبة أصولها من النفط والغاز، مما يقلل الحاجة إلى التفتيش اليدوي الذي قد يشكل خطرًا ويستغرق وقتاً طويلاً.
طائرة الإقلاع والهبوط العمودي
فعندما نستخدم الطائرات المسيرة لفحص صهريج، على سبيل المثال، لا نحتاج إلى تركيب السقالات وفكِّها فيما بعد عند انتهاء أعمال الفحص، وهذا ما يوفر الوقت ويحدُّ من المخاطر، فضلًا عن عدم اضطرار كوادر الصيانة إلى العمل على ارتفاعات عالية أو في أماكن محصورة.
و فائدة أخرى لهذه الطائرات تتمثل في عدم ضرورة إغلاق المرافق، كمداخن الشعلات على سبيل المثال، لإجراء عمليات التفتيش. وبدلاً من ذلك، تجمع الطائرة المسيرة صورًا حرارية عالية الدقة أثناء تشغيل مدخنة الشعلة، وتتحقق من خلوها من أي تشوهات أو تصدعات أو تآكل أو تلف.
وتشمل التطورات المستجدة المتعلقة باستخدام الطائرات المسيرة لتنفيذ أعمال المعاينة إجراء الاختبارات اللاإتلافية، التي تتضمن جمع بيانات عن مادة محددة دون إلحاق الضرر بها. وتقوم إدارة التفتيش في الشركة بنشر الطائرات المسيرة التي تعمل بالموجات فوق الصوتية، وتستخدم موجات صوتية عالية التردد للكشف عن أي عيوب أو شوائب أو تآكل قد يؤثر في أداء الأصول الصناعية والبنية التحتية وسلامتها.
تستخدم الشركة في عمليات التفتيش فئة خاصة من الطائرات المسيرة، وهي طائرة الإقلاع والهبوط العمودي (VTOL)، التي يمكنها الطيران باستمرار لعدة ساعات دون الحاجة إلى مدرج أثناء الإقلاع والهبوط، مما يجعلها مثالية لمراقبة الآبار، خاصة في حقول الشركة العملاقة التي تنتشر فيها الآبار على مناطق واسعة. وتُستخدم هذه الفئة من الطائرات المسيرة لمراقبة خطوط الأنابيب ورصدها.
الحد من الأثر البيئي
تمنح الطائرات المسيرة نظرة علوية شاملة لمشغليها، وتؤدي دورًا رئيسًا في مراقبة مرافق الشركة بحثًا عن تسربات محتملة لغاز الميثان، وذلك بفضل قدرتها على تغطية مساحات كبيرة من الأراضي بسرعة وبتكلفة مقتصدة ودقة عالية.
نستخدم طائرات مسيرة مزودة بتقنية التصوير الحراري للغاز من أجل مسح آلاف النقاط في مرافق الشركة لمراقبة التسربات المحتملة لغاز الميثان وقياسها، وهذه الطائرات مزودة أيضًا بجهاز القياس الطيفي لامتصاص الليزر، وهي تقنية يمكنها التحقّق من نطاق التسرب وتحديد تركيز غازات معينة.
تؤدي الطائرات المسيرة دورًا مهمًا في أعمال الفحص والصيانة المنتظمة على مدار الساعة للمكونات الهندسية في حقول خريص وأبو جفان ومزاليج النفطية، والتي تغطي مجتمعة مساحة 8.000 كيلومتر مربع، وتحتوي على أكثر من 5.000 كيلومتر من خطوط الأنابيب، وقرابة 900 فوهة بئر للإنتاج والحقن.
طائرة مسيرة تحلق فوق حقل خريص
تحلق الطائرات المسيرة باستمرار فوق مجموعة كبيرة من الأنابيب والعدادات والصمامات وشفاه الأنابيب التي تمتد إلى آلاف الكيلومترات لرصد التسريبات المحتملة والمشكلات الأخرى المرتبطة بالبنية التحتية الكبيرة للإنتاج في الحقول، وتؤدي هذه المهمة بدقة في وقت قياسي مقارنة بالتفتيش اليدوي. ولنرى الأمور في إطارها الصحيح، إذا قمنا بالتفتيش يدويًا بواسطة السيارة، فسيستغرق الأمر من مشغلينا الميدانيين حوالي ساعة لفحص بئرين فقط. أمَّا باستخدام الطائرات المسيرة، فيمكننا الآن فحص 70 بئرًا في أربع ساعات.
زراعة الأشجار من الطرق الأخرى التي نستخدم فيها الطائرات المسيرة لحماية البيئة، فقد أجرت الشركة تجارب لاستخدام تقنية الطائرات المسيرة في زراعة الأشجار المحلية ومراقبة نمو أشجار المانغروف. تفوق سرعة تقنية الزراعة باستخدام الطائرات المسيرة الطرق التقليدية للزراعة بعشر مرات، ويمكنها أن تزرع آلاف الأشجار في اليوم من خلال نشر كرات البذور الغنية بالعناصر الغذائية في مساحات كبيرة. زرعت الشركة، في إطار مشروع تجريبي، 100 ألف شجرة محلية باستخدام الطائرات المسيرة، وحققت نسبة نجاح لعملية الزراعة تجاوزت 88%.
إطلاق العنان للقدرات
تتمتع الشركة اليوم بفوائد كثيرة جلبها توسيع نطاق استخدام الطائرات المسيرة في أعمالها.
فقد نجح معمل الغاز في العثمانية، على سبيل المثال، في تقليص وقت المعاينة بنسبة 90% من خلال استخدامه للطائرات المسيّرة والتقنيات القابلة للارتداء في معاينة خطوط الأنابيب والمعدات. تجري الروبوتات والطائرات المسيرة في مرفق معامل بقيق التابع للشركة، ما يقارب ثلث الأعمال الروتينية مثل معاينات السلامة. وتمكن المرفق، باستخدام الطائرات المسيرة إلى جانب حلول الثورة الصناعية الرابعة الأخرى، من زيادة قدرته على توليد الكهرباء بنسبة 4.5% وخفض كثافة انبعاثاته الكربونية بنسبة 31.8% بين عامي 2019م و2022م.
وتستخدم الشركة أجهزة مسح بالطائرات المسيرة مزودة بتقنية نمذجة ثلاثية الأبعاد لأعمال الإنشاء في مشاريعها الكبرى. وكذلك تستخدم الطائرات المسيرة لقياس تضاريس مواقع الإنشاء وتحليلها، ثم وضع خطط تشغيلية بناءً على بيانات هذه التضاريس. وقد أسهم ذلك في اختصار عمليات المسح، وحساب حجم أعمال التهيئة الأرضية، والتخطيط لأعمال الإنشاء من عدة أشهر إلى يوم أو يومين فقط.
لا تزال الإمكانات الكاملة للطائرات المسيرة بانتظار من يستغلها. وفي هذا الإطار، فإن الشركة تسعى إلى مواصلة البحث عن تقنيات جديدة للطائرات المسيرة، ودراسة الفوائد المحتملة لاستخدامها فيما يخص زيادة الكفاءة التشغيلية وسلامة أماكن العمل، بالإضافة إلى الحد من الانبعاثات الكربونية الناتجة عن أعمالها.