الانتقال إلى المحتوى
aramco logo
مقالات

قصص واقعية ملهمة - نغرس بذور المستقبل

اعتاد حسن منذ نشأته على استكشاف غابات القرم (المانغروف) على امتداد سواحل المنطقة الشرقية في المملكة. وكرّس حياته المهنية منذ ذلك الحين لإعادة زراعتها وحمايتها

مارشال كاثيدر| الضيف: حسن الخنيزي|

  • اعتاد حسن حينما كان طفلًا صغيرًا على الاستمتاع بأشجار المانغروف حول خليج تاروت مع عمه جمال
  • ولكن مع مرور السنين، بدأ التنوع الحيوي ينخفض في تلك المنطقة التي اعتمدت طوال تاريخها على الصيد
  • حسن الآن عضو بفريق برنامج الطاقة الخضراء في أرامكو ، حيثُ يسهم في دعم وتطوير برنامج زراعة أشجار المانغروف الذي يحوي 63 كيلومترًا مربعًا من غاباتها، ونتيجة لذلك؛ تمت زراعة الملايين من تلك الأشجار

أشجار المانغروف نوع خاص من الأشجار الاستوائية التي تزدهر في المناطق الساحلية الدافئة؛ حيث تشكل متاهة من مصبات الأنهار المتعرجة تعمل بمثابة حواجز بين البر والبحر. تعيش هذه الأشجار شديدة التحمل على المياه شديدة الملوحة التي يستعصي على أي نوع آخر من الأشجار تحملها. وأثناء نموها، تعمل جذورها المتعرجة على تثبيت المواد الرسوبية وتنقية الماء . وعندما يزدهر عدد كاف منها على شكل غابات؛ يتولى حماية الخط الساحلي من الرياح والأمواج وفيضانات المد والجزر.

وينشأ من وجود أشجار المانغروف نظام بيئي معزول لحدٍما؛ يعمل بمثابة حاضنة تحت الماء تستطيع فيه الأسماك الصغيرة والربيان النمو بأمان نسبيًا قبل الخروج للمحيط المفتوح.

وكانت تلك الغابة ملاذًا لحسن أيضًا أثناء سنين نشأته الأولى. ويتذكر زيارته لهذه الأشجار عندما كان طفلًا بصحبة عمه جمال، يشاهد طيور مالك الحزين ذو الساقين الطويلة يتتبع الضفاف الموحلة ويستمع لشقشقة عصفور القصب المغرد.

ولكن للأسف عندما بلغ حسن سن الرشد، كان العديد من غابات المانغروف التي ازدهرت بالقرب من مسقط رأسه اختفى تمامًا.

أشجار المانغروف نوع خاص من الأشجار الاستوائية التي تزدهر في المناطق الساحلية الدافئة؛ حيث تشكل متاهة من مصبات الأنهار المتعرجة تعمل بمثابة حواجز بين البر والبحر. تعيش هذه الأشجار شديدة التحمل على المياه شديدة الملوحة التي يستعصي على أي نوع آخر من الأشجار تحملها. وأثناء نموها، تعمل جذورها المتعرجة على تثبيت المواد الرسوبية وتنقية الماء . وعندما يزدهر عدد كاف منها على شكل غابات؛ يتولى حماية الخط الساحلي من الرياح والأمواج وفيضانات المد والجزر.

وينشأ من وجود أشجار المانغروف نظام بيئي معزول لحدٍما؛ يعمل بمثابة حاضنة تحت الماء تستطيع فيه الأسماك الصغيرة والربيان النمو بأمان نسبيًا قبل الخروج للمحيط المفتوح.

وكانت تلك الغابة ملاذًا لحسن أيضًا أثناء سنين نشأته الأولى. ويتذكر زيارته لهذه الأشجار عندما كان طفلًا بصحبة عمه جمال، يشاهد طيور مالك الحزين ذو الساقين الطويلة يتتبع الضفاف الموحلة ويستمع لشقشقة عصفور القصب المغرد.

ولكن للأسف عندما بلغ حسن سن الرشد، كان العديد من غابات المانغروف التي ازدهرت بالقرب من مسقط رأسه اختفى تمامًا.

رسم توضيحي من قصة حسن- حسن الصغير يسبح مع السمك

وقال: „ ترعرعت مع أشجار القرم التي تعد من العجائب الطبيعية في المملكة. وكشخص بالغ أدركت أنها مهمة للحياة، فهي على سبيل المثال تعد موطنًا للطيور والأسماك والربيان والعديد من الكائنات الأخرى.„

كان صيد السمك على مر السنين المصدر الرئيسي للدخل في تلك المنطقة في المملكة العربية السعودية. وبما أن أشجار المانغروف تقدم حاضنة بحرية ضرورية؛ فان انحسارها يعني خسارة كبيرة في أعداد للأسماك المحلية وتنوعها الحيوي.

وأضاف:„ترعرعت في خليج تاروت، ولطالما اعتمدت عائلتي والمجتمع المحلي على أشجار المانغروف لأجيال متعددة لدعم معيشتهم... أشجار القرم جزء من تراثنا الثقافي وهويتنا.„ 
„وكما قال عمي جمال دومًا بأن حماية أراضينا الجميلة هو واجب وليس اختيار.„

 

كان حسن، طفل القطيف، تلك المدينة التي تقع على السواحل الشرقية من الخليج العربي على دراية وثيقة بأهمية موائل المانغروف. وبعدما شهد تدهور الغابة، عقد العزم على فعل شيء حيال ذلك.

عاد حسن للمملكة العربية السعودية بعدما درس الصحة الصناعية في الولايات المتحدة واصبح عضو بفريق برنامج الطاقة الخضراء في أرامكو، حيثُ يسهم في دعم وتطوير برنامج زراعة أشجار المانغروف الذي يحوي 63 كيلومترًا مربعًا من غاباتها، ونتيجة لذلك؛ تمت زراعة الملايين من تلك الأشجار.

وقال:„ عندما انضممت لإدارة حماية البيئة في أرامكو السعودية، كنت مهتمًا ببرامج حماية وزراعة أشجار القرم التي تقوم بها الشركة. تم تكليفي في برنامج الطاقة الخضراء بمهمة وضع حلول طبيعية في مجال الزراعة وتحديدًا أشجار القرم.„

وكان من بين أول الأعمال التي فعلها حسن بعد أن انضم إلى أرامكو السعودية هو دعم وتطوير برنامج زراعة الأشجار المانغروف والمستنقعات الملحية وموائل الأعشاب البحرية على مساحة 63 كيلومتر مربع. حيث أكد على أن تلك الجهود تعني أكثر من مجرد حماية للأشجار فقط.

وقال: „نحن نحتاج إلى حماية التنوع البيئي أيضاً وليس الحفاظ على أشجار القرم فقط. حيث أن الكائنات المحلية من طيور واسماك وربيان وسلاحف تعتمد عليها، وكذلك تفعل الطيور المهاجرة التي تسافر آلاف الكيلومترات سنويًا من أجل أن تتغذى في هذه البيئات„.

" لقد اعتمدت عائلتي والمجتمع المحلي على غابات القرم لمئات الأجيال لدعم مصدر رزقهم.... أشجار القرم جزء من تراثنا الثقافي وهويتنا".

اقتباس من حسن

لا يوجد حل واحد مناسب لجميع التحديات في مسألة حماية التنوع البيئي في المملكة العربية السعودية. كما وضح حسن، تتطلب مناطق المملكة العربية السعودية المختلفة بذل جهود متميزة.

وقال: „ لابد من استعادة أشجار القرم في المنطقة الشرقية بسبب فقدان العديد من موائلها، فيما لاتزال موائل أشجار القرم وفيرة في المنطقة الغربية من المملكة العربية السعودية وعلى طول البحر الأحمر ومع ذلك لا تزال بحاجة إلى حماية مستمرة„.

وقد زرعت الشركة الملايين من شتلات المانغروف منذ بدء هذه المبادرات في العقود المنقضية.

ويضيف „ تتضمن أعمالي اليومية البحث عن مناطق جديدة صالحة لزراعة أشجار القرم في المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى توثيق غابات المانغروف الموجودة، حيث أنها جزء من برنامج الطاقة الخضراء في أرامكو السعودية. بالإضافة إلى ذلك، نقضي الكثير من الوقت في وضع برامج لجهود الزراعة الإضافية التي قد تعزز من التنوع البيئي ودعم احتجاز الكربون وتخزينه. كما نقوم بمتابعة ومراقبة نجاح المشاريع القائمة„.

ويقول حسن أن نتائج هذه المبادرات كانت واعدة إلى الآن. فقد قام الفريق مبدئيًا بزراعة أقل من 100 شتلة من المانغروف على جزيرة أبو علي. ومنذُ ذلك الحين تضاعف عدد هذه النباتات بشكل كبير مما نتج عنه غابة كبيرة مزدهرة.
وقال حسن بأن جهوده لا تقتصر على أراضي المملكة العربية السعودية. ففي عام 2018، رعت أرامكو السعودية حماية غابات المانغروف في جزيرة هيمن في مقاطعة فوجيان بجنوب شرق الصين.

ويقول إن رؤيته لهذا النوع من النتائج يحفزه على إكمال الطريق.

شاهد قصة حسن

ووفقًا لحسن فإن الدافع الأخر هو تطوع العديد من الشباب للمساعدة في تجديد غابات المانغروف في المملكة العربية السعودية وحمايتها. 

حيث قال: „يوجد عدد كبير من المتطوعين النشطين من المجتمع المحلي الذين يشاركون في برامج تنظيف غابات القرم وزراعتها. وأود نقل معرفتي وخبرتي وشغفي إلى هؤلاء الشباب الذين هم مستقبل هذا البرنامج.

فالأجيال الشابة تتسم بالوعي الكبير والنشاط فيما يتعلق بالبيئة. فقد شاركوا بحماسة كبيرة في هذا البرنامج، وباعتقادي يعود السبب جزئيا إلى أنهم قادرين على رؤية الفوائد بعيدة المدى لجهودهم „.

وبفضل جهود حسن؛ ستتمتع الأجيال القادمة بالجمال الطبيعي لغابات المانغروف المفعمة بالحياة، بالإضافة إلى الهبات التي تمنحها لنا، تمامًا كما كان يفعل عندما كان طفلا.

مجلة عناصر

قصص واقعية ملهمة

تحتفي هذه السلسلة ببعض القصص لأشخاص سعوديين تحولت حياتهم بفضل مشاريع تفخر أرامكو بدعمها. فقد أحيينا قصصهم من خلال حكايات مصورة، كما فعلنا مع قصة وائل. يمكن مشاهدة التقديم التمهيدي أدناه أو النقر على الرابط للاطلاع على النسخة التفاعلية الكاملة.
  • مسيرة مهنية رائعة

    تعرف على قصة عائشة
  • طنين النحل

  • تحفيزٌ من نوعٍ آخر

  • روح معنوية لا تُقهر

  • قصة نجاح في مجال صناعة الأفلام

  • استعادة الشعاب المرجانية النادرة في أوكيناوا من حافة الانقراض

  • نغرس بذور المستقبل

  • رحلة البحث عن الذات

قصص واقعية ملهمة