إلهام وطموح وعزم: النساء في أرامكو السعودية يشاركن قصصهن
قوة عاملة متنوعة تحول الاحتمالات إلى فرص.
-
نحقق المزيد بمواردنا ونخلق فرصًا جديدة من خلال تنوع قوتنا العاملة
-
نمكن القوى العاملة لدينا من خلال الممارسات الشاملة واستحداث فرص قيادية للمرأة على جميع المستويات
-
نستعرض مسيرة بعض النساء الملهمات اللواتي يساهمن في نجاح أرامكو السعودية
وفقًا لمجلس البترول العالمي، تمثل الإناث حوالي 20 في المئة فقط من القوى العاملة في مجال النفط والغاز عالميًّا، وبالرغم من التقدم الملحوظ في تحريك مؤشر التنوع في السنوات الأخيرة إلا أنه لا يزال هناك تصور بأن الذكور يشكّلون الأغلبية في هذا المجال من الصناعة. ومع ذلك، ترى أرامكو السعودية أن هناك مستقبل مشرق أمام المرأة في صناعة الطاقة - ونحن ملتزمون بجعل الشركة أفضل مكان تستطيع المواهب المتنوعة من أي جنس أن تعمل فيه.
نحن نعي تأثير المرأة داخل أرامكو السعودية وعلى قطاع النفط والغاز على حدٍّ سواء، وقد طورنا بيئة ثرية لتمكين المرأة تتضمن مجموعة من برامج القيادة والتوجيه لتطوير المهارات والتقدم المهني السريع.
اليوم، تعمل نسائنا مهندسات بترول في حقول النفط، وعالمات في مراكز البحوث والتطوير لدينا يجرين أبحاثًا ستغير المستقبل، وسماسرة في مجال الطاقة يبعن منتجاتنا للعملاء في جميع أنحاء العالم، ومخترعات يبتكرن أعمال ومنتجات جديدة ثورية – ووفقًا لآخر إحصائية قدّمت النساء العاملات في أرامكو السعودية أكثر من 170 براءة اختراع في السنوات الأخيرة.
تعرف على القصص الملهمة لخمسة من موظفات أرامكو السعودية.
الابتكار في مجال البلاستيك
الدكتورة حليمة العمري صاحبة شخصيةً مؤثرة؛ فهي كبيرة علماء المختبر في مختبر تصميم المواد في مركز البحوث والتطوير في أرامكو السعودية؛ وهي أم لطفلين حاصلة على درجة الدكتوراه في الكيمياء، وباحث مشارك في معهد ماساتشوستس للتقنية كما تتلقى حاليًا دروسًا في اللغة الصينية وتترأس مجموعة نسائية سعودية للابتكار الاجتماعي.
وما يثير الإعجاب حقًا أنها تسعى لتحقيق مهمة استثنائية: فهي وفريقها في مركز البحوث والتطوير ملتزمون بابتكار مواد بلاستيكية تتحلل عضويًا بحيث لا تتحول لنفايات تضرّ الكوكب عندما تستخدم في تطبيقات مستقبلية. وقد مكّنتها دراستها العلمية للكيمياء وهندسة الجزيئات الكبيرة من إنشاء فئة مميزة ومبتكرة من المواد البوليمرية وتطوير تقنيات جديدة لتشكيل هذه المواد بطرق تتحكم في تحللها.
بهذا الهدف تسعى الدكتورة حليمة لتغيير المجتمع وتضمن مستقبلًا أفضل لأطفالها. تقول: "نحن نكبر معتقدين أن خياراتنا محدودة وأن هناك بعض المجالات التي لا يمكننا التفوق فيها. وأود أن أكون جزءًا من أي جهد يمكن أن يغير هذا التصور". إنها في طريقها لتحقيق ذلك بالفعل، وستحقّق نجاحًا باهرًا في المجتمع والبيئة على حدٍّ سواء.
الحفاظ على أرامكو كنقطة اتصال بالعالم
في عالم المحتوى الرقمي بوتيرته المُتسارعة؛ ما الذي يُمكّن شركة مثل أرامكو ذات مستوى عالمي في مختلف الجماهير؟ الإجابة على هذا السؤال المثير للجدل تكمن عند سارة التميمي، مديرة الاتصالات الرقمية في أرامكو"لا يوجد خط نهاية إطلاقًا" تضحك وتكمل" لكن عملنا دائمًا مُثير للاهتمام، وأنا فخورة جدًا بقدرة فريقنا على الوصول إلى كافة الأشخاص في مختلف مناطق المملكة وحول العالم" وبقيادة سارة، يمتد هذا النطاق الآن إلى أكثر من 708 مليون شخص.
قد تكون حتمًا البيئة الرقمية في حالة تغير مستمر، لكن الدافع إلى الإنجاز ليس بالأمر الجديد على قائدة شابة ومُلهمة وديناميكية مثلها، حيثُ أكملت ماجستير إدارة الأعمال في جامعة هونغ كونغ، إذ قادها تميزها لتترشح لبرنامج الدراسات العُليا الذي تمنحه أرامكو لنُخبة من موظفيها. كما أنها تنسب الفضل لهذا البرنامج الذي مهد لها الطريق لتُصبح قائدة مُلهمة ذات شخصية تُتقن فنون التعامل مع مختلف المواقف، وتضيف: "ما يجعل أرامكو شركة عظيمة هو توفيرها وخلقها لثقافة تُحفز الفضول وتُشجع على التعلم، لتمنح موظفيها الفرصة ليُصبحوا مساهمين عظيمين في نجاحات الشركة"
ظهرت ثمار جهود سارة وفريقها في العديد من المحافل، حيثُ حصدت منصات الاتصال الرقمية في أرامكو العديد من الجوائز، مثل حصولها على الجائزتين الذهبيتين لأفضل منصة ويب وأفضل استخدام رقمي لقطاع النفط والغاز المقدمة من "جوائز مينا ديجيتال". كما تؤكد سارة على أن كل هذه النجاحات ليست من محض الصدفة، وتضيف " نحن نستمد رؤيتنا من العلوم السلوكية والمعلومات التي تؤكدها البيانات، بالإضافة إلى نقاط القوة في وسائل التواصل الاجتماعي وعالم الإنترنت، وكل ذلك من أجل إحياء الجانب الإنساني للشركة"
التقدم في عالم العلوم
لطالما كانت الظواهر الطبيعية وخاصةً الكائنات الحية الأصغر حجمًا، مصدر دهشة للدكتورة إيلاف أحمد. فقد انغمست في الأنشطة العلمية خلال المرحلة الثانوية وما بعدها حتى حصولها على درجة الدكتوراة في العلوم والهندسة البيئية. ويركز عملها على إيجاد مركبات كيميائية، ويتم ذلك كهروكيميائيًا بواسطة الخلايا الحية الموجودة في مواد متنوعة نانوية الحجم لاستخدامها في تطبيقات بيئية، مثل: التحفيز الضوئي والتحلل الصبغي.
انضمت الدكتورة إيلاف أحمد لأرامكو السعودية كعالمة مختبر في فريق معالجة المياه المُنتجة التابع لقسم معالجة الزيت والغاز في مركز البحوث والتطوير. وهي أحد قادة المشاريع لفريق يضم حوالي 10 من العلماء الذين يعملون على المشاريع البحثية لتقنيات معالجة المياه المُنتجة المختلفة. وأوضحت الدكتورة إيلاف أحمد:" عادةً توجد المياه بالإضافة إلى المواد الهيدروكربونية في مكامن النفط والغاز. ومن المهم إيجاد التقنيات الملائمة لمعالجة هذه المياه لاستخدامها في تطبيقات مناسبة".
كما أنها متفائلة بمستقبل المرأة السعودية في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات حيث قالت:" تغمرني السعادة لرؤية وتجربة التغيرات التي تمكّن المرأة السعودية في المجتمع، حيث نشهد الآن مشاركة النساء السعوديات في المجتمع وشغلهنّ مناصب مهمة فيه وتأثيرهن الإيجابي عليه". وقد نشرت الدكتورة إيلاف أحمد عملها في مجلات علمية ذات مراجع متخصصة وقدّمت على براءات اختراع وعرضت في عدة مؤتمرات دولية، وهي تتقدم للأمام في عالم العلوم وتقود الآخرين في هذه العملية وتوجههم.
الطاقة الشمسية هي المستقبل
كانت المرة الأولى التي قامت فيها إسراء الحبشي بعمل تجربة في المعمل عندما أضاءت مصباحًا كهربائيًا في المدرسة، بالمعنى المجازي والحرفي. وقالت إسراء الحبشي:" لقد كانت مهمة سهلة. كُل ما كان عليّ فعله هو توصيل المكونات والأسلاك ببعضهم لإضاءة المصباح وقد نَجَحت التجربة. في تلك اللحظة علمت أنني أريد العمل في شيء يجعلني أشعر أن هناك هدفًا ملموسًا وأكون قادرة على رؤية نتائج جهودي تتجسد أمامي".
والآن لدى إسراء التي تحمل درجة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية وتقنية النانو والأنظمة الدقيقة أهدافًا تنطوي على تحدياتٍ أكثر. فهي تعمل كعضو في فريق الطاقة المستدامة في مركز البحوث والتطوير بالتعاون مع جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية. حيث تقوم بالبحث عن استخدام المواد اللامعدنية لتحسين كفاءة الخلايا الشمسية، وترى مستقبلَا للطاقة النظيفة في عدة مجالات مختلفة وليس فقط في الطاقة الشمسية حتى في تقنيات تخزين واحتجاز الهيدروجين والكربون.
وقالت:" بعد 50 عامًا من الآن، قد يؤدي إنتاج المواد الجديدة المبطنة بالسليكون إلى ازدياد إمكانية حصولنا على طاقة شمسية بقدر أكبر. حيث أن المواد مثل البيروفسكايت تتمتع بالخفة والمرونة الكثير من الإمكانيات التي تسمح باستخدامها في الخلايا الشمسية". ولقد نُشر البحث الذي أجرته إسراء وفريقها في عدة مجلات علمية وعُرض في عدة مؤتمرات مرموقة. حيث تُسلط إنجازاتها الضوء على قدرات النساء في مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات.
كيمياء النجاح
تراود حوراء بن سعد أحلام قد تحيّر الكثير؛ فهي تحلم بمعادلات معقدة. وترى هذه المعادلات في أحلامها طوال الليل وتقول بأنها تجبر نفسها على الاستيقاظ شوقًا لها في العالم الحقيقي لتعاود العمل عليها في المختبر في الصباح التالي.
أكثر من ذلك. ونظّمت ورشة عمل عن المواد اللامعدنية لتحديد الصعوبات والقيود التي تعيق الأنابيب اللامعدنية. حُلّلت نتائج ورشة العمل وأُعطيت لها الأولوية بهدف بناء خارطة تقنية تتناول الصعوبات التقنية الرئيسة التي تواجه المواد اللامعدنية المتوفرة في السوق. وتعد هذه الخارطة التقنية الآن جزءًا من مجموعة البحوث في مركز الابتكار اللامعدني الجديد في كامبريدج في المملكة المتحدة.
يتجلّى عشق حوراء للكيمياء العضوية عندما تتحدث عنها. وتناقش حوراء آليات حركة المواد وتوليفاتها وكيف تبدو حيّة أمامها وكأنها في معركة من نوعٍ ما، وتستمتع ببحثها هذا، وتضيف:" سأميل لجانب العلم دائمًا وأنا سعيدة لأني أقوم بذلك فهو يطوي بين صفحاته سحره الخاص."
جزءٌ من تقدم تاريخي
لم يكن في حسبان عبير الجبر أنها ستكون جزءًا من حدثٍ تاريخي، ولكنها أصبحت مع زميلتها جازية الدوسري أول امرأتين سعوديتين تحصلان على شهادة الجمعية الوطنية الأمريكية للحماية من الحرائق (NFPA). انضمت عبير كمهندسة في إدارة الوقاية من الحرائق في أرامكو السعودية بعد أن اجتازت تدريبات بدنية صارمة واختبارات طبية ومهارية. وتعلمت أساليب إخماد الحرائق وسلوك الحريق والدخان وتخليص ضحايا حوادث المرور من حطام المركبات وتقنيات الإنقاذ وغير ذلك. أتاحت لها القدرة على التدرب والعمل مع رجال الإطفاء في الصفوف الأمامية الاستفادة من خبرتهم ومعرفتهم.
وكما توضح عبير:" نظرة الناس لرجال الإطفاء هي عادة صورة الإطفائي الذي يخمد الحرائق فحسب- وصحيح أن هذا العمل يتطلب مزيجًا من القدرة البدنية والبراعة والوعي بالموقف؛ إلّا أنه في الحقيقة ثمة أساس علمي عميق وتقني وهندسي ورياضي كذلك. ولكي نستطيع فهم سلوك الحرائق من الضروري أن نفهم الأساس العلمي لها." وتقول عبير أنها تستخدم الفيزياء كل يوم- فحتى إخماد الحريق ليس إلا مسألة كسر لسلسلة من ردود الفعل الكيميائية.
وتقول:" أنا أفتخر بكوني جزء من هذا التقدم التاريخي للمملكة وبحصولي على شهادة الجمعية الوطنية الأمريكية للحماية من الحرائق (NFPA) في مكافحة الحرائق. وبمجرد الشروع في تطور كهذا، سيكون هنالك تزايد في عدد النساء المنضمات لمهنٍ يهيمن عليها الرجال مسبقًا. إن التنوع مهم للاستفادة من مجموعة متكاملة من المهارات والمواهب ووجهات النظر المختلفة."
جميع المقالات التي سُلط عليها الضوء تم تحريرها ونشرها في مجلة About Her