أرامكو السعودية تحتفل بـ"يوم المرأة العالمي"
أمين ناصر خلال كلمته الافتتاحية التي أثنى فيها على موظفات أرامكو السعودية وقدَّم لهن الشكر، وذلك في الاحتفال الأول من نوعه الذي أقامته أرامكو السعودية بيوم المرأة العالمي في الظهران (تصوير: مؤيد القطان)
احتفل قسم تطوير المرأة وتعزيز التنوُّع في إدارة التطوير الإداري والمهني، مؤخرًا، بيوم المرأة العالمي باستضافة لقاء هو الأول من نوعه، وحضر هذا اللقاء الذي عُقد على مدار يومين أكثر من 700 مشارك وأعضاء من الإدارة العليا والتنفيذية في أرامكو السعودية، وبُث اللقاء مباشرة على خدمة «شاهد» لموظفي أرامكو السعودية. ويأتي الاحتفال بيوم المرأة العالمي في أرامكو السعودية في إطار عرض قصص نجاح للكوادر النسائية، والارتقاء بالمساواة بين الجنسين، وتعزيز مشاركة المرأة في بيئات الأعمال، وتبني نهج استشرافي وتشجيع التغيير الإيجابي.
وافتتح رئيس أرامكو السعودية، كبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين بن حسن الناصر، الاحتفال وأثنى على موظفات أرامكو السعودية وشكرهن، وقال: «أنتن تشجعن الشابات وترفدن أعمالكن بمهارات قيمة، فأرامكو السعودية ترتقي بفضلكن، ولا يسعني في هذا المقام سوى أن أشكركن على كل ما تقدمنه للشركة».
الكوادر النسائية في أرامكو السعودية
يقدّر مجلس البترول العالمي أن الكوادر النسائية تستأثر بنسبة تبلغ 22 % من القوى العاملة في قطاع النفط والغاز على مستوى العالم، ولكن نسبتها تبلغ 10 % فقط من القوى العاملة في القطاع نفسه في مجلس التعاون الخليجي، وفي هذا السياق قال الناصر «يمكن بذل مزيد من الجهود لاستقطاب الكوادر النسائية للعمل في قطاع النفط والغاز».
وأشار الناصر إلى عدد من الوظائف التي اضطلعت بها الكوادر النسائية في أرامكو السعودية خلال السنوات الأخيرة، مثل عمل مهندسات البترول في المعامل والمواقع الميدانية وتقديم حلول لصعوبات الإنتاج المعقّدة وقال: «تعكف عالمات في مراكز الأبحاث والتطوير على إجراء أبحاث من شأنها أن تؤدي إلى نقلة نوعية، وهذه الأبحاث شاملة بدءًا من استخلاص ثاني أكسيد الكربون واستغلاله وتخزينه ومرورًا بالتكرير وانتهاءً بكفاءة إنتاج الكيميائيات. وتعكف المخترعات أيضًا على ابتكار أعمال ومنتجات نوعية جديدة، وبيع النفط ومنتجات البترول المكرّرة للعملاء حول العالم، ولدينا امرأة في مجلس إدارة الشركة، وموظفات يشغلن مناصب قيادية عديدة في مختلف إدارات الشركة، وإن دل ذلك على شيء فإنما يدل على التقدم الذي يشهده قطاع الطاقة، ولكن ثمَّة مزيد من الجهود التي يجب أن تُبذل في هذا الإطار».
وفيما تستمر التحديات العالمية المتمثلة بجذب الكوادر النسائية لقطاع الطاقة واستمراريتها فيه، يبرز تحدّ آخر هو معرفة السبل التي يمكن من خلالها تحقيق مساواة أمثل بين الجنسين من مخزون الكفاءات، وقال أمين الناصر «يسرني أن أرى هنا عديدًا من ممثلي شركائنا الرئيسين وأنا على ثقة أننا نستطيع أن نترك بصمة إيجابية».
المساواة بين الجنسين سعيًا للارتقاء
وعلى الصعيد العالمي يُحتفل في يوم المرأة العالمي بالإنجازات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية للمرأة، وقد تناول اللقاء موضوع المساواة بين الجنسين باعتباره مسألة تخص العمل. وعُقدت حوارات شارك فيها روّاد في هذا المجال وحلقات نقاش وورش حظي المشاركون من خلالها بفرصة الاطلاع على سبل تحقيق مساواة أفضل بين الجنسين في القوى العاملة ومجالس الإدارة والمجالس الحكومية، وغيرها من القطاعات الخاصة والعامة والتعليمية.
وتحدث المدير التنفيذي للموارد البشرية، الأستاذ نبيل الدبل، حول أهمية المساواة بين الجنسين للنهوض بالشركات والاقتصادات والمجتمعات، فقال: «كشفت الأبحاث مرارًا وتكرارًا أن الشركات التي تراعي المساواة بين الجنسين تُحقق أرباحًا وإيرادات أكثر ومستوىً أعلى من الابتكار، ومن هذا المنطلق ليس لدينا شك حول السبب الذي يجعل المساواة بين الجنسين أمرًا مهمًا». وسلط الدبل الضوء على أربعة تحديات مرتبطة بقطاع النفط والغاز: استئثار الرجال بالعمل في قطاع النفط والغاز حسبما تُظهر الإحصاءات، والقيود المفروضة على الوظائف المتاحة للكوادر النسائية، والافتقار لفرص التعلم للكفاءات النسائية في المدارس الفنية والمهنية، والتصور القائل بتجاهل الكوادر النسائية احتمالٌ وارد فيما يخص المناصب القيادية. وأورد الدبل عددًا من المبادرات التي أطلقتها الشركة في إطار مساعيها لتحقيق مبدأ المساواة بين الجنسين سعيًا للارتقاء، وقال: «نبذل جهودًا لضمان تمتع المرأة بفرص أكثر من ذي قبل، ويسعدني أن أقول إننا استطعنا خلال السنوات العشر الماضية أن نضاعف أعداد الكوادر النسائية، ومعدلات توظيفهن لدينا حاليًا غير مسبوقة، بالإضافة إلى التغييرات التي شهدها نظام العمل، مؤخرًا، والتي أسهمت في إتاحة نسبة أكثر من 83 % من فئات الوظائف المتاحة لدينا للكوادر النسائية. ولتوفير فرص التعلم في القطاعين الفني والمهني فقد أسسنا أكاديمية القيادة الوطنية وهي أول أكاديمية مهنية تحظى بالرعاية للكوادر النسائية في قطاع النفط والغاز، ونعكف حاليًا على استخدام أفضل التقييمات وتحليل البيانات للتعجيل بصعود مزيد من الكوادر النسائية للمناصب القيادية، والخلاصة في هذا المقام أننا نستثمر في كوادرنا النسائية على جميع المستويات، ونواصل هذا الاستثمار في كل مرحلة من مراحل مسيرتهن المهنية». وانسجامًا مع شعار «المساواة بين الجنسين سعيًا للارتقاء» العالمي قال الدبل: «ستستفيد أرامكو السعودية من الشراكات الموجودة ضمن منظومة المؤسسات الأكاديمية وقطاع النفط والغاز والجهات الحكومية والمؤسسات غير الربحية بأكملها».
التشجيع على التغيير والمساواة بين الجنسين وتعزيز مشاركة المرأة
حظي المشاركون خلال يومي اللقاء بفرصة الاستماع لصناع التغيير ومن بينهم الأستاذة جنيفر هارتستوك، نائبة الرئيس وكبيرة مسؤولي المعلومات في شركة بيكر هيوز، والأستاذة سفانة دحلان، التي تعمل محامية وتشغل منصب الرئيس وكبير الإداريين التنفيذيين في شركة تشكيل، اللتان سردتا مسيرتيهما الشخصية، وقد شجعت الشعارات التي يقوم عليها مبدأ كسر الحواجز التي تعوق المساواة بين الجنسين الحضور على رفع سقف طموحاتهم. فجينيفر من روّاد مجالات العلوم والتقنية والهندسة والرياضيات، وسفانة أول سعودية تحصل على رخصة لمزاولة مهنة المحاماة في المملكة.
وشارك في اللقاء كلٍّ من الأستاذة نعمة النواب وهي فنانة سعودية بارزة وشاعرة وكاتبة وواحدة من روّاد تفعيل دور الشباب على مستوى العالم، والأستاذة إيمان قستي وهي عازفة بيانو شابة، وأعجب الحضور بالشعر الذي ألقته نعمة والمقطوعة التي عزفتها إيمان على البيانو في أجواء ساحرة ملؤها التغني بإنجازات الماضي والتفاؤل بمستقبل مشرق.
وتمكّن المشاركون في اللقاء من خلال حلقة نقاش بعنوان «دور الرجال في تقدّم النساء» من تكوين صورة أفضل حول الحواجز التي تحول دون تحقيق المساواة بين الجنسين، وشارك في حلقة النقاش التي أدارت دفتها ريم الغانم كل من الأستاذ فهد سندي مدير إدارة الطيران في أرامكو السعودية، والدكتور خالد الظاهر العضو المنتدب في شركة أكسنتشر في المملكة العربية السعودية، والأستاذ خالد معينا رئيس التحرير السابق لصحيفة سعودي جازيت، وصحيفة عرب نيوز، والأستاذة شيلا الرويلي كبيرة الإداريين التنفيذيين في شركة وصاية الخليج للاستثمار، والأستاذة تيني أرنستن ويلومسن كبيرة الإداريين التنفيذيين في مجموعة أبف آند بيوند قروب في الدانمارك. وطلب المشاركون في حلقة النقاش من الحضور أن يطرحوا ما في جعبتهم من أسئلة، وناقشوا سبل التغلب على حالات التحيّز اللاشعورية وضربوا أمثلة على السبل التي يُمكن للرجال من خلالها مساندة ودعم المساواة بين الجنسين وتعزيز مشاركة المرأة في أماكن العمل.
كما نُظمت حلقة نقاش ثانية بعنوان «تشجيع الأجيال» أدارت دفتها الأستاذة إثني ترينور، العضوة المنتدبة في شركة إي ترينور ميديا، وشارك فيها كلّ من سعادة عضو مجلس الشورى الأستاذة هدى الحليسي، والدكتورة ثريا عبيد المديرة التنفيذية السابقة لصندوق الأمم المتحدة للسكان، حيث شجعت الأستاذة هدى والأستاذة ثريا المشاركين على التعبير عن آرائهم والثبات في مواجهة الشدائد.
الوقت المناسب ليقوم القادة بالتغيير
ركّز اليوم الثاني من اللقاء على المناصب الإدارية في أرامكو السعودية والمناصب القيادية الأخرى، ونظم الخبراء المتخصصون في الشركة بالإضافة إلى شركة كورن فيري وشركة ماكنزي آند كومباني للاستشارات جلسات تفاعلية حول النهوض بالأداء من خلال المساواة بين الجنسين، وتعزيز مشاركة المرأة وتطبيق أفضل الممارسات العالمية على السلوكيات التي تُعزّز مشاركة المرأة، ومعرفة سبل الخروج بحلول التغيير الناجعة.
وفي ختام اللقاء الذي شهد نجاحًا كبيرًا قال مدير إدارة التطوير الإداري والمهني، الأستاذ كولن سلومان: «يفتح هذا اللقاء الرائد الأبواب أمام حوارات وتوصيات ووجهات نظر جديدة، والمساواة بين الجنسين وتعزيز مشاركة المرأة تبدأ من المناصب القيادية، وقد حان الوقت ليبدأ القادة بالتغيير وإتاحة الفرص وتوفير بيئة تعزّز مشاركة المرأة».