كلمة الأستاذ محمد بن يحيى القحطاني في منتدى جازان للاستثمار
محمد يحيى القحطاني، الرئيس للتكرير والكيميائيات والتسويق
بسم الله الرحمن الرحيم،
صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز آل سعود،
أمير منطقة جازان،
أصحاب السمو والمعالي والسعادة،
الحضور الكرام،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
قبل أن أبدأ كلمتي في هذا المنتدى، اسمحوا لي أن أهنئكم جميعًا وأهنئ قيادتنا الرشيدة والشعب السعودي كافة، بفوز الرياض باستضافة وتنظيم إكسبو 2030، ولا شك أن هذا الإنجاز العالمي يضاف إلى الإنجازات الكبيرة التي يحققها وطننا الغالي يوما بعد يوم، بقيادته الرشيدة – حفظها الله -
مبروك علينا جميعًا وعلى الوطن.
صاحب السمو، الحضور الكرام،
يُسعدني ويُشرفني أن أكون معكم اليوم، في افتتاح منتدى جازان للاستثمار في نسخته الأولى، الذي نرى فيه فرصة مميزة للمستثمرين المحليين والدوليين، للاستفادة من مقومات منطقة جازان وميزاتها التنافسية، والمشاركة في مسيرة النمو والبناء، وتشكيل مستقبل المنطقة للسنوات المقبلة، من خلال إطلاق المبادرات والمشاريع الاستثمارية، وهي التطلعات التي تتوافق مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.
الحضور الكريم،
نحن أمام واقع جديد يتشكل، فقد أصبحت جازان اليوم أرض الفرص الواعدة، بطاقاتها الزراعية والسياحية والصناعية، وهي تشهد تحولات كبرى تمكنها من المنافسة عالميًا، وبفضل الجهود المستمرة والدعم اللامحدود الذي يقدمه سمو أمير المنطقة، توافرت لجازان مقومات تسهم في تمكينها لتصبح منصة لوجستية وصناعية واعدة، فشكرًا لكم يا صاحب السمو على هذا الدعم وتلك الجهود الكبيرة، التي تسابق الزمن لتغير وجه الحياة في المنطقة بالكامل.
الإخوة والأخوات
تربط أرامكو السعودية بجازان علاقة فريدة منذ عقود، فقبل قرابة نصف قرن نشأت أعمال البترول هنا، حيث أُنشئت آنذاك محطة توزيع المنتجات البترولية بالمنطقة، ثم توالت الأعمال والقفزات التنموية عبر الزمن.
ونحن نفخر بالثقة التي نالتها أرامكو السعودية، لتنفيذ عدد من المشاريع العملاقة هنا، باستثمارات تصل إلى أكثر من 90 مليار ريال سعودي، من أبرزها تطوير البنية التحتية لمدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية، وإنشاء مصفاة جازان، نواة المدينة وقلبها النابض، وأحد أضخم مشاريع التكرير لمعالجة أكثر من 400 ألف برميل في اليوم من الزيت العربي، إضافة إلى محطة توليد الطاقة.
وبفضل الله تعالى أنجزت أرامكو السعودية ما التزمت به، حيث سلمنا للهيئة الملكية وبلدية بيش وحرس الحدود 19 مشروعًا، كجزء من الخطة الرئيسية لتطوير المدينة، منها الميناء التجاري، ومحطة لتحلية المياه المالحة، وأنظمة الطرق والإضاءة والكهرباء، التي ستساهم في جذب استثمارات تحويلية أخرى.
الحضور الكرام،
على مدار أكثر من تسعين عامًا، تواصل أرامكو السعودية جهودها في دعم الاقتصاد الوطني، من خلال تحويل الأفكار إلى مشاريع، ويُعَدُّ برنامج تعزيز القيمة المضافة الإجمالية لقطاع التوريد بالمملكة " اكتفاء "، تجسيدًا لقصة نجاح مستمرة، بدأتها الشركة منذ عام 2015، لبناء قاعدة إمدادات قوية، قادرة على التكيف مع الأحداث العالمية المتسارعة، التي يعيشها العالم اليوم.
وقد تمكنا - بحمد الله – من رفع نسبة الإنفاق المحلي بالشركة، عبر جميع مراحل سلسلة التوريد من 20% منذ بداية البرنامج في 2015، إلى 63% بنهاية 2022، من خلال شراكات واتفاقيات متعددة، الأمر الذي أبقى على مليارات الريالات المستثمرة داخل المملكة، لتساهم في دفع عجلة الاقتصاد المحلي، بعد أن كانت تغادرها في السابق، وأسهم في توسيع ظهور شعار " صنع في السعودية".
ولأننا نؤمن بأن جازان تستحق، وأن أبناء وبنات المنطقة قادرون على الإنجاز، ها هي الإنجازات تتوالى وتتحدث عن نفسها:
ويأتي على رأس هذه الانجازات، مجمع جازان للتكرير والبتروكيميائيات المتكامل، والذي يُعَدُّ حجر الأساس، لمدينة جازان للصناعات الأساسية والتحويلية، والمحرك الرئيس للتنمية الإقتصادية بالمنطقة، وقد بدأت منذ سنتين الأعمال التشغيلية والإنتاجية بمعمل جازان، وبحمد الله – تمكنا اليوم من البدء في تصدير منتجات متنوعة وعالية القيمة، تمتد من البنزين والديزل، والمواد الكيميائية، إلى الطاقة الكهربائية الأكثر استدامة، التي ستجذب بمشيئة الله العديد من الاستثمارات الواعدة.
ولأول مرة في الشرق الأوسط ينتج المجمع مُرَكَّزْ الفانيديوم، وهو معدن مهم وحيوي في قطاع صناعة الطاقة النظيفة.
وفي سياق الحديث عن الطاقة الكهربائية الأكثر استدامة، تم إنجاز مشروع مشترك لإنتاج الكهرباء في جازان بين أرامكو السعودية وشركات: إير برودكتس، وأكوا باور، وإير برودكتس قدرة، ويُعَدُّ أحد أكبر المشاريع من نوعه على مستوى العالم، الذي يعمل بتقنيتي Gasification والدورة المركبة المتكاملة للوقود، مما يرفع من مستوى كفاءته، وتبلغ طاقته الإنتاجية 3800 ميغاواط من الكهرباء، لتلبية حاجة المصفاة من الطاقة وكذلك الصناعات المحلية، إضافة إلى تزويد المنازل والمنشآت التجارية والصناعية بالكهرباء في المنطقة.
الإخوة والأخوات
إنني وشركتنا نعي دورنا كشركة رائدة في مجال الطاقة، ونؤمن بأن الطاقة الحقيقية تكمن في الارتقاء بحياة البشر، وتمكين المجتمعات المحلية، والمحافظة على البيئة، والعمل على تقليل الانبعاثات واستدامة الموارد.
وانطلاقًا من مسؤوليتها الاجتماعية، تتفاعل أرامكو مع منطقة جازان من خلال العديد من برامج ومبادرات المواطنة.
فمنذُ عام 2016 وأرامكو السعودية تُقدم الدعم لقرابة ألف مزارع في سبع محافظات بجازان، ولدينا تعاون مع الشركة السعودية للقهوة، لتشغيل مركز تطوير القهوة في محافظة الداير، لزيادة إنتاج البُن وتسويقه محليًا، وتصديره إلى الأسواق العالمية، ليصبح علامة تجارية وطنية منافسة.
وهناك أيضًا مبادرات دعم وتدريب المئات من مربي النحل ومنتجاته، وتدريب المئات من الصيادين، إضافة إلى مراكز الخياطة، ومصنع "بصمة للزي الموحد"، وغيرها من المبادرات والمشاريع.
ولا يمكن أن نكون هنا دون أن نذكر كورنيش بيش، والذي طورته أرامكو بطول 2.0 كيلومتر، بما يحتويه من مرافق، يزورها الآن قرابة خمسة آلاف زائر وزائرة أسبوعيًا.
وتجاوبًا مع جهود المملكة لخفض الانبعاثات وطموح الحياد الصفري، ومبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، عملت أرامكو السعودية على مشروع منتزه أرامكو البيئي في جازان، كمبادرة مجتمعية شهدت تجاوبًا كبيرًا من أمير المنطقة، والذي يتم إنشاؤه على مساحة 2 مليون متر مربع، ونعمل على زراعة أكثر من ربع مليون شجرة من النوع المحلي بالمنتزه، فضلًا عن توفير المرافق الترفيهية لأهلنا بجازان، وتحسين جودة الحياة، وهو ما يتوافق ومستهدفات رؤية المملكة 2030.
صاحب السمو، حضورنا الكرام،
هذه مجرد أمثلة سريعة لواجبنا الوطني الذي نفخر به، وبكوننا جزء مكمل ومُمَكِّن لإنجاز خطة التنمية بالمنطقة.
وختامًا، أتوجه بجزيل الشكر والتقدير، لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة جازان ورئيس اللجنة العليا للمنتدى، على رعايته الكريمة، ودعمه المستمر لأرامكو السعودية وأعمالها بجازان، والشكر موصول لجميع الإخوة والأخوات في غرفة جازان على التنظيم الرائع لهذا المنتدى، الذي أتمنى لأعماله كل التوفيق والنجاح.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الاستفسارات الإعلامية
جميع استفسارات وسائل الإعلام يتم التعامل معها من قبل إدارة الإعلام والتواصل التنفيذي في أرامكو - قسم العلاقات الإعلامية. الظهران - المملكة العربية السعودية