قصص واقعية ملهمة - طنين النحل
سعى وائل حثيثًا لإيجاد شغفه في الحياة، إلى أن وجد مبادرة أرامكو لتربية النحل، حيث استطاع من خلالها أن يحوّل شغفه إلى مصدر دخل.
- حينما كان فتى صغيرًا، أعتقد وائل أن هدفه في الحياة سيكون سهل المنال، لكنه مع الأيام، وجد أن العالم أكثر تعقيدًا.
- اكتشف المكان الذي ينتمي إليه عندما عرفه أحد زملاءه على تربية النحل وشجّعه على الانضمام إلى مبادرة أرامكو التدريبية.
- دخلت أرامكو في شراكة مع جمعية النحالين التعاونية في الباحة من أجل إنشاء مركز يوفر الدعم والأدوات التي يحتاجها النحالون المحليون لتنمية أعمالهم.
قد يبدو إيجاد هدف في الحياة يشق طريقه إلى قلب المرء وروحه صعبًا في بعض الأحيان، كما قد يستغرق الأمر بعض الوقت للعثور على شيء يشعل الشغف.
كان هذا هو الوضع بطبيعة الحال بالنسبة لوائل، فبينما كان يترعرع في منطقة الباحة جنوب غرب المملكة، ظل ينسج في أحلامه تفاصيل مستقبله المثالي، بيد أن ماهية ذلك المستقبل بدت غير واضحة المعالم.
يقول وائل: "عندما كبرت، شعرت أن الناس من حولي كانوا يعرفون تمامًا ما الذي يريدون فعله في الحياة، لقد شعرت بالارتياح عندما أدركت أنني أيضاً سوف أكبر وأشغل مكاني في الحياة".
رسم توضيحي من قصة وائل – عندما كبر وائل شعر بأن الجميع من حوله يعرفون جيدًا دورهم ومكانهم في الحياة
وبعد بضعة أشهر فقط من عمله الجديد، أطلع أحد الزملاء وائل على خلية نحل كان قد بناها مع والده. فجأة، شعر وائل بوخزة الإلهام. أعجبته التفاصيل المعقدة في بنية الخلية، وكيفية انسجام النحل بشكل مثالي مع هذا المجتمع من الحشرات الطنانة الكادحة.
ويقول وائل: "لقد ذهلت بطريقة وتناغم النحل في العمل، وبدا الأمر وكأن لكل نحلة دورها وهدفها ومكانها."
وبعد أن لاحظ زميله اهتمامه، أخبره بكل ما يعرف عن برنامج أرامكو الذي يقدم التدريب والمشورة للنحالين المحليين الطموحين وذوي الخبرة، ويوفر لهم الأدوات والمعدات التي يحتاجون إليها للبدء في إنشاء مستعمرة نحل وتجارة خاصة بهم والقيام على شؤونها.
ويقول: "كنت متحمسًا للسماع عن البرنامج؛ فقد كانت فرصة لي كي أتعلم شيئاً كنت مهتمًا به ويمكنني تحويله إلى شيء أكبر."
قرر وائل وعقله يضج بالاحتمالات أن يقفز قفزة ثقة وينضم إلى مبادرة أرامكو لتربية النحل.
"لقد ذهلت بطريقة وتناغم النحل في العمل، وبدا الأمر وكأن لكل نحلة دورها وهدفها ومكانها."
اقتباس من وائل
واليوم أصبح وائل على يقين من هدفه ومسار حياته.
ويقول أيضًا:"من حسن حظي أنني تعرفت على هذا البرنامج الداعم للنحّالين، وبمساعدة نخبة من المدربين تعلمت الكثير عن مجال تربية النحل. كنت محاطًا بأشخاص يمكنني التحدث معهم لأتعلم منهم فن وعلم تربية النحل.
وعندما استلمت خلايا النحل التي قدمت لي كهدية، أدركت حينها أن تربية النحل ستكون هي مستقبلي ومستقبل عائلتي."
اشتهر العسل في شبه الجزيرة العربية منذ آلاف السنين. وثمة كتابات عريقة تتحدث عن طعم العسل المحلي الشهي وقيمته كمنتج ثمين في المنطقة. وهو معروف بأنه غذاء صحي له خصائص مفيدة. ويعتبر أيضًا مكونًا أساسيًا في أصناف الحلويات المحلية.
إن تربية النحل صناعة متنامية في المملكة ولطالما كانت الباحة مركزاً لإنتاج العسل منذ أمد بعيد.
تعاونت أرامكو مع جمعية النحَّالين التعاونية في الباحة لإنشاء مركز تدريبي إقليمي يستهدف أصحاب الدخل المنخفض لتدريبهم على المهارات التي يحتاجونها لتربية النحل. ويتم تزويد المشاركين في الدورة، مثل وائل، بخلايا نحل مجانية، وكافة أدوات ومعدات تربية النحل الضرورية التي سيحتاجون إليها لتحويل النظرية إلى ممارسة عملية.
بعد أن أنشأ وائل أول خلية له وتأهيلها، بدأ في ممارسة عمله. في بداية الأمر، لم يكن يشتري من وائل إلا أقاربه ولكن سرعان ما ذاع صيته بين الناس.
يقول وائل: "كل سكان المنطقة يحبون العسل خصوصًا مع الأكلات الشعبية وكان هذا بحد ذاته محفزي الأول للاستمرار في هذا المجال."
أما الخطوة التالية فكانت توسيع نطاق أعماله.
"الوقت الذي قضيته مع الجمعية حدد كل تفاصيل منهجي في التعامل مع تربية النحل. فقد تعاملت مع إحدى شركات تصميم العلامات التجارية والطباعة لتصميم علامتي التجارية الخاصة. كما أستخدم تطبيق سناب شات لتسويق منتجاتي وأوثق فيه جولاتي مع المتابعين لأُريهم خلايا النحل وأشرح لهم مراحل إنتاج العسل ثم أقدم لهم المنتج النهائي. وأستخدم تطبيق الواتس آب للتعامل مع الطلبات."
مرت سبع سنين على أول تدريب تلقاه وائل، وهو الآن يبلغ من العمر 27 عامًا، وأب لطفل عمره ثلاث سنوات، ويتطلع لمستقبله بثقة.
ووصل مجموع ما لديه من خلايا إلى 150 خلية نحل، وتعرض لإخفاقات بسيطة ولكن تعلم منها مثل مروره بموسم سيئ وصده لهجوم الدبابير القاتلة للنحل التي أنقصت مخزونه.
ويضيف وائل قائلًا: "بدأت الآن بناء مخزوني من جديد وجلب ملكات نحل محلية إلى خلايا جديدة، وتوظيف المعرفة التي اكتسبتها من البرنامج الحديث لتربية النحل لأعيد مخزوني لمستواه.
"من الصعب أن أصدق بأن الهواية التي شغفت بها قد تحولت إلى عمل تجاري. ولكن لا يمكنني الآن تخيل مهنة أزاولها غير تربية النحل.
"لم تكن تجربتي مجرد تجربة عمل ناجحة فحسب، بل هي تجربة عاطفية مُرضية جدًا وآمل أن أورّث ذلك لابني."
رسم توضيحي من قصة وائل – يتطلع وائل للمستقبل بثقة ويستمر مواصلة تجربته الناجحة
مجلة عناصر