البيئة وتغير المناخ
مع نمو أعمال الشركة، اتسع نطاق هذه المسؤولية ليشمل اتخاذ خطوات جادة لحماية البيئة، والمشاركة في مجموعة من مشاريع ومبادرات.
المحافظة على البيئة
تأسست أرامكو السعودية وتزاول أعمالها في دولة ذات طبيعة صحراوية. ولذلك، تدرك الشركة أهمية إدارة الموارد الطبيعية الثمينة وتواصل تعزيز الوعي البيئي داخل وخارج الشركة. ولطالما سعت أرامكو السعودية منذ فترة طويلة إلى أن تكون رائدة في الحفاظ على المياه، وكفاءة استهلاك الطاقة، وإدارة الانبعاثات والنفايات والتسربات والانسكابات، والمحافظة على البيئة الطبيعية.
وتبرهن الشركة على التزاماتها البيئية من خلال نظام الإدارة البيئية، الذي يتوافق مع معايير مواصفات الأيزو 2015:14001 لإدارة الامتثال، وتوجيه الأداء البيئي عبر التحسين المستمر، بالإضافة إلى وضع خطة رئيسة تُعنى بالبيئة وتوفر إطاراً لتحقيق الأهداف البيئية للشركة.
المحافظة على المياه
تتضمن جهود الشركة للمحافظة على المياه تعزيز إمدادات المياه باستخدام مصادر المياه غير التقليدية، وتنفيذ الممارسات الفاعلة من حيث كفاءة استهلاك المياه، وزيادة معدلات إعادة استخدام المياه، وتقليل فقد المياه.
وتسعى الشركة إلى تقليل اعتمادها على المياه الجوفية غير المتجددة من خلال استخدام مصادر المياه غير التقليدية مثل مياه البحر، ومياه الصرف الصحي المعالجة، ومياه الحمأة المعالجة. وتشرف لجنة الصحة والسلامة والأمن والبيئة على مستوى الشركة، ولجنة المخاطر والصحة والسلامة والبيئة على مستوى مجلس الإدارة، على سياسة المحافظة على المياه التي أصدرتها الشركة في عام 2011 وفقًا لمواصفة الأيزو 2015:14001.
إدارة النفايات
تُشكل عملية إدارة النفايات جزءًا لا يتجزأ من أعمال الشركة، وتُصنف النفايات في أرامكو السعودية إلى ثلاثة أقسام من حيث طرق إدارتها: نفايات خطرة، ونفايات غير خطرة (منها نفايات البلدية)، ونفايات خاملة، وتُرتَب كل طريقة من طرق إدارة النفايات حسب أثرها البيئي، فتكون الأولوية الكبرى لمنع تكون النفايات، يعقبها إعادة استخدام النفايات وتدويرها والاستفادة منها، ثم التخلص من النفايات في المرحلة الأخيرة. وتجري أرامكو السعودية تقييمًا لجميع مشاريعها الجديدة ومشاريعها الحالية التي تختارها لتحديد فرص تقليل النفايات إلى أقل حد ممكن، وتصميم مرافق وعمليات تشتمل على فرص لإعادة استخدام النفايات، وتدويرها، والاستفادة منها.
تغير المناخ
تدرك أرامكو السعودية أنه ما من حل واحد ناجح للتصدي لمشكلة المناخ، وتتبع منهجية تعاونية تعتمد على تنويع أعمالها وتوازنها وتشجيع الابتكار التقني، وتهدف إلى السعي لإيجاد حلول تساعدها على تحسين قدرتها على إمداد العالم بطاقة موثوقة بأسعار معقولة، حتى يتسنى للمجتمعات الحصول على الطاقة التي تحتاجها، وتحقيق نمو اقتصادي، وتنمية مستدامة.
كثافة انبعاثات كربونية منخفضة
بفضل الانخفاض المؤكد لكثافة الانبعاثات الكربونية الناتجة عن أعمال التنقيب والإنتاج في أرامكو السعودية، الذي يُعزى في المقام الأول إلى الجيولوجيا الفريدة التي تتميز بها احتياطيات المملكة، وتركيز الشركة على الابتكار، واتباع ممارسات إدارة المكامن الذكية، تمكنت أرامكو السعودية من المحافظة على مكانتها الرائدة لتظل المورد المفضل للتعاملات المستقبلية في قطاع الطاقة.
وقد عززت أرامكو السعودية أداءها التشغيلي من خلال التحسين المستمر لأعمالها وأنظمتها وسياساتها، فيما أسهم السجل الحافل للشركة، وبرنامجها في مجال التميٌز التشغيلي، وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها على نطاق واسع، في تعزيز الكفاءة والموثوقية عبر كافة أعمالها. وتهدف تحسينات أعمال التنقيب والإنتاج إلى المحافظة على انخفاض كثافة الانبعاثات الكربونية لأعمال الشركة، وعلى التزاماتها بخفض معدلات حرق الغاز في الشعلات.
الحد من أعمال حرق الغاز في الشعلات
منذ سبعينيات القرن الماضي، عملت الشركة جاهدة على التخفيف من حدة الآثار البيئية السلبية لأعمال الحرق التقليدي للغاز المصاحب، من خلال الاستفادة من الغاز في توليد الكهرباء وإنتاج البتروكيميائيات، وهو ما حقق أيضًا فوائد اقتصادية إيجابية للشركة. وقد طورت الشركة ووسعت شبكة الغاز الرئيسة، التي توفر الغاز لاستخدامه في محطات الطاقة الكهربائية الموجودة في المملكة، وفي قطاع البتروكيميائيات سريع النمو في المملكة.
وقد أسهم تطوير الشبكة في تقليص الأثر البيئي للشركة وانبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري الناجمة عن أعمال حرق الغاز في الشعلات، ودفع عجلة النمو الاقتصادي الوطني.
انبعاثات غاز الميثان
لا تزال انبعاثات الميثان أحد محاور اهتمام أرامكو السعودية، بالنظر إلى تزايد احتمالية الاحتباس الحراري الذي قد يسببه غاز الميثان مقارنة بثاني أكسيد الكربون.
وخلال عامي 2018 و2019، نفذت الشركة برنامج الكشف عن التسرب وإصلاحه، مما أسهم في خفض الانبعاثات بصورة أكبر، وذلك من خلال تحديد أماكن التسرب والحد من آثارها. ويغطي هذا البرنامج جميع المرافق التشغيلية التي تملكها أرامكو السعودية بالكامل داخل المملكة، ويتطلب إجراء تحليل تفصيلي للأعمال، ووضع علامات على ملايين المكونات، وإجراء مسوحات ميدانية على جميع المعدات، وإصلاح التسربات، وتحديث المعدات، وتغيير العمليات.
تعزيز مبادرات المناخ المحلية والعالمية وعلى مستوى قطاع الطاقة
تشارك أرامكو السعودية في الجهود التعاونية التي تدعم تطوير أنظمة الطاقة المستدامة وتقنيات الغازات المنخفضة المتعلقة بظاهرة الاحتباس الحراري. وتُعد أرامكو السعودية عضواًمؤسساً في مبادرة شركات النفط والغاز بشأن المناخ، وعضواً في كل من الرابطة الدولية للمحافظة على البيئة في الصناعة النفطية ومنتدى الأبحاث البيئية في قطاع البترول ومبادرة البنك الدولي للتخلص من الحرق التقليدي للغاز نهائياً بحلول عام 2030.
وتدعم الشركة جهود المملكة الرامية إلى تحقيق الأهداف المحددة في اتفاق باريس، والجهود الأخرى الرامية إلى التخفيف من حدة آثار تغيرالمناخ والتكيف معه.
الطاقة في القطاعات غير الصناعية والطاقة المتجددة
أطلقت أرامكو السعودية، بدءًا من عام 2013، مبادرة للطاقة في القطاعات غير الصناعية تسمى برنامج "الريادة بالقدوة". ويهدف البرنامج، الذي طبقته الشركة على مرافقها أولاً، إلى توضيح جدوى حلول كفاءة استهلاك الطاقة للشركات والمجتمعات الأخرى لمحاكاة ستة مجالات رئيسة والتركيز عليها وهي: سخانات المياه، والإضاءة، والمركبات والتدفئة والتهوية وتكييف الهواء، وتملك البيوت، وعدادات الكهرباء الذكية.
وبدأت الشركة أيضًا في استخدام أنظمة للطاقة المتجددة في مباني المكاتب والمنشآت الصناعية، كآبار الإنتاج ومستودعات المنتجات البترولية، وفي يناير 2017، دشنت الشركة على سبيل المثال أول توربين لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح في المملكة في مستودع المنتجات البترولية في طريف، كما ركبت منظومة ألواح شمسية بمواقف السيارات تغطي مساحة إجمالية قدرها 100 ألف متر مربع بطاقة توليد تبلغ 10.5 ميغاواط.
التعاون من أجل خفض الانبعاثات عبر جميع مراحل سلسلة القيمة
تعكف أرامكو السعودية على إشراك مجموعة من الشركاء في كافة مراحل سلسلة القيمة الخاصة بها، بهدف رفع كفاءة استهلاك الطاقة لديهم، ومساعدتهم على تقليل الأثر البيئي الناتج عن أعمالهم. وكجزء من هذه الجهود، تسعى الشركة إلى تطوير برامج متقدمة للبحث والتطوير بهدف خفض الانبعاثات الناجمة عن أعمالها في قطاعات التنقيب والإنتاج، والتكرير، والكيميائيات، وفي تطبيقات الاستخدام النهائي.
وتعمل أرامكو السعودية جاهدة على تطوير تقنيات مبتكرة، مثل حلول احتجاز الكربون من المصادر الثابتة والمتحركة، واستغلاله وتخزينه، وأعمال تحويل الخام إلى كيميائيات بالتكسير الحراري والتكسير الحفزي، التي من المتوقع أن تحدث طفرة هائلة.