إدارة انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري
تصنف الانبعاثات الكربونية الصادرة عن أعمال أرامكو في قطاع التنقيب والإنتاج ضمن فئة الانبعاثات الأقل على مستوى قطاع الطاقة.
وتجدر الإشارة إلى أن مستويات الكثافة الكربونية المنخفضة في قطاع التنقيب والإنتاج ليست مجرد ميزة جيولوجية.
بل ثمرة مباشرة لمنهجية إدارة المكامن والإنتاج التي نتبعها منذ عقود، وهي منهجية تنطوي على الاستفادة من التقنيات المتقدمة، وخفض الانبعاثات، وأعمال الحرق إلى أقل مستوى ممكن.
انبعاثات غاز الميثان
تتميز مستويات غاز الميثان التي تنبعث من أعمالنا بثباتها في نطاق المستويات الأقل في قطاع الطاقة، وهو مؤشر مهم للغاية عند الأخذ في الاعتبار بحقيقة أن قدرة غاز الميثان على حبس الحرارة في الغلاف الجوي هي أكبر بعدة مرات من قدرة ثاني أكسيد الكربون.
وقد كانت الأساليب والأنشطة المستمرة منذ وقت طويل، مثل شبكة الغاز الرئيسة وبرنامج أرامكو المتطور للحد من حرق الغاز ومراقبته، من العوامل الأساسية التي أسهمت في جهودنا للحد من الانبعاثات الكربونية.
وقد ساعدتنا تلك الجهود خاصة بعد دمجها مع برنامج أرامكو لكشف التسربات وإصلاحها (LDAR)، الذي أطلقناه في عام 2018، على تحقيق مستويات منخفضة للغاية من كثافة غاز الميثان.
التوجه الحديث في مراقبة انبعاثات الميثان
بينما تؤتي بروتوكولات مراقبة الميثان وضبطه أُكُلها، نواصل سعينا في البحث عن سبل لتحسين ما نقوم به، ولهذا السبب نخطط لاستخدام أحدث ما توصلت إليه تقنية الاستشعار بالأنظمة الجوية لمعرفة مصادر الانبعاثات من أعمالنا بمستوى جديد ومُبهر من التفاصيل والدقة.
ويقوم حاليًا شريكنا شركة (GHGSAT) بنشر مجموعة من الأقمار الصناعية الخاصة بمراقبة انبعاثات الغازات، مما سيعين المهندسين والمختصين لدينا على مراقبة انبعاثات غاز الميثان الناجمة عن أعمال أرامكو السعودية داخل المملكة، وستساعدنا كذلك في التعرف على مصادر تلك الانبعاثات بسهولة أكبر من أي وقت مضى.
ويأتي إطلاق هذا البرنامج الجديد للكشف عن غاز الميثان والحد منه في عام 2022 في أعقاب تجربة ناجحة لهذه التقنية جرت بين شهريّ فبراير إلى ديسمبر 2021، شملت 7 من مرافقنا في قطاع التنقيب والإنتاج، وقطاع التكرير والكيميائيات والتسويق.
الحد من حرق الغاز في الشعلات
عندما يتم استخراج النفط، تنطلق غازات يمكن أن تُشكل خطورة إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح.
تطلق أعمال حرق الغاز في الشعلات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، إلى جانب ملوثات أُخرى.
يمكن استخدام هذه الغازات المشتعلة لإنتاج مواد كيميائية مفيدة .
فمنذ السبعينيات من القرن الماضي، أدركت أرامكو أهمية هذا الموضوع، فبدأت بتطوير شبكة الغاز الرئيسة لاستخلاص الغاز من أعمال إنتاج النفط، وتحويله إلى وقود أنظف ومنخفض التكلفة، بدلًا من حرقه في الشعلات.
وفي الثمانينيات، تمت توسعة البنية التحتية العملاقة لتشمل الحقول البرية والبحرية.
وتتم مراقبة عمليات الحرق بدقة من خلال مركز الابتكارات المتقدمة وبتطبيق تقنيات الثورة الصناعية الرابعة (4IR) من مقرالشركة الرئيس بالظهران.
وأرامكو هي إحدى الشركات الموقِّعة على مبادرة "التخلص من الحرق التقليدي للغاز نهائيًا بحلول عام 2030" التي أطلقها البنك الدولي.
تعد كفاءة الاحتراق لدينا من بين الأفضل في العالم، ونحن ملتزمون بتبادل المعرفة وأفضل الممارسات في مجال الحد من حرق الغاز في الشعلات مع شركات الطاقة الأخرى.
شبكة الغاز الرئيسة
قامت أرامكو عام 1975، بتصميم شبكة الغاز الرئيسة.
أثناء عملية إنتاج النفط، يتم إنتاج الغاز المصاحب من المكمن إلى جانب النفط. وكان استغلال هذا الغاز فيما سبق يعتبر غير مُجد اقتصاديًا، لذا، كان يجري حرقه أو إشعاله. إلا أن شبكة الغاز الرئيسة غيَّرت الأمر، إذ عملت على استخلاص الغاز واستخدامه موردًا لخدمة قطاع توليد الطاقة وقطاعات التكرير والصناعات.
ومع اكتشاف حقول جديدة للغازغير المصاحب والغازغير التقليدي، سيدخل إنتاج جميع هذه الحقول في رافد مشترك لإنتاج غاز البيع في شبكة الغاز الرئيسة.
الغاز يُعتبر وقودًا نظيفًا ومناسبًا واقتصاديًا، كما يُعتبر جزءًا مهمًا من مجموعة الحلول على نطاقٍ واسع، فهو ضروري كوقود انتقالي خلال فترة التحول في أنظمة الطاقة.
مواضيع ذات صلة
التغير المناخي
يعتقد البعض أن فكرة إسهام شركة متكاملة للطاقة والكيميائيات بصورة إيجابية في التصدي لتحديات التغير المناخي يعد أمرًا متناقضًا، ونحن نختلف مع ذلك جملةً وتفصيلًا.