التعاون الأكاديمي الدولي يُحقِّق إنجازًا أكاديميًا جديدًا في علوم الأرض
طلاب في برنامج الماجستير المستضاف في مجال علوم الأرض من خلال جامعة ليدز في بريطانيا يشاركون في تدريب ميداني قريب من البحر الأحمر، كجزء من الدورة المقامة في المملكة. وقد أتاح البرنامج الفرصة ل 59 طالبًا لتلقي التدريب لدرجة الماجستير منذ انطلاقته في شهر سبتمبر 2017 م.
بدءًا من خمسينيات القرن العشرين، شرعت أرامكو السعودية في إرسال موظفيها إلى الجامعات في جميع أنحاء العالم لتلقي التدريب في مجال علوم الأرض. بيد أن الشركة قدّمت في الآونة الأخيرة مسارًا إضافيًا مبتكرًا لتطوير الدراسات العليا، وقد حظي هذا المسار بنجاح باهر ونال مؤخرًا إحدى الجوائز المهمة في نطاق صناعة النفط والغاز.
فتح آفاق جديدة
وبالاستفادة من الخبرة الواسعة لدائرة التنقيب في البرامج التدريبية، فقد عملت على «فتح آفاق جديدة» لبرامجها لتطوير المواهب لتكون أول جهة تُقدّم برنامج الماجستير الفني المستضاف في مجال علوم الأرض، بالإضافة إلى برنامجها المنتظم للشهادات الجامعية العليا خارج المملكة؛ إذ تم تطوير برنامج ماجستير العلوم بالتعاون مع جامعة ليدز، إحدى الجامعات البريطانية المعروفة عالميًا في هذا المجال.
وتعليقًا على ذلك، يقول المدير التنفيذي لدائرة التنقيب، الأستاذ مسفر الزهراني: «في حين تستمر دائرة التنقيب بالاستفادة من برنامج الشهادات الجامعية العليا المتاح لها من خلال دائرة التدريب والتطوير، اُستحدثت برامج إضافية لاستيعاب العدد المتزايد من برامج الإعداد الجامعي لغير الموظفين والخريجين الذين ينضمون للدائرة».
ويضيف قائلًا: «يُتيح برنامج ماجستير العلوم المجال لعددٍ أكبر من الموظفين لتعزيز مؤهلاتهم الأكاديمية لدرجة الماجستير، بالإضافة إلى تطبيق ما تعلموه من الدورات الدراسية في أعمالهم اليومية. كما يتيح الفرصة للموظفين لتطوير مهاراتهم في مجال التواصل الفني باللغة الإنجليزية من خلال عنصر الدعم المبتكر اللغوي والمهاري».
كما يؤكد الزهراني على أن «الفوز بجائزة عن هذا البرنامج المستضاف هو مجرد نتيجة طبيعية لعمل الفريق الجاد وتخطيطه وتنسيقه لنجاح هذا البرنامج لمصلحة العمل».
برامج أفضل بتكلفة أقل
من جهته، يقول مدير عام تطوير مجموعة المناطق الواعدة في دائرة التنقيب بالوكالة، الأستاذ حافظ الشمري: «إننا ممتنون لوجود محاضرين عالميين في أرامكو السعودية لتقديم البرنامج وإتاحة الفرصة لموظفينا للحصول على أفضل تدريب أكاديمي وصناعي في العالم ضمن مرافق الشركة. ومن شأن جلب المحاضرين إلى الشركة تحقيق وفورات كبيرة في التكلفة وإتاحة المجال لمزيد من الطلاب للاستفادة من برنامج الماجستير».
ومنح برنامج العلوم المستضاف في مجال علوم الأرض 59 طالبًا الفرصة لتلقي التدريب للحصول على درجة الماجستير منذ انطلاقته في شهر سبتمبر 2017م، أي ما يعادل عشرة أضعاف عدد الطلاب الذين كانوا سيستفيدون من برنامج الماجستير خارج المملكة.
ويقول مدير إدارة البرامج الأكاديمية في التدريب والتطوير، أحمد أبو راس: «لقد أثبت برنامج العلوم المستضاف في مجال علوم الأرض أنه أحد أفضل الدورات الأكاديمية للدراسات العليا التي قُدمت منذ أن بدأت أرامكو السعودية في مسيرتها نحو التطوير الأكاديمي وسرعة تنمية المهارات منذ أكثر من 70 عامًا».
توفير الفصول الدراسية وإيجاد الحلول
من خلال استضافة البرنامج في أرامكو السعودية، تضمّنت المشاريع البحثية تفاعلًا وثيقًا بين الطلاب، وأعضاء هيئة التدريس، ومُرشدي الأعمال، والمديرين؛ إذ تُدمج المقررات الدراسية للطلاب في عملهم اليومي وتُستخدم مشاريعهم البحثية لتطوير الأعمال في مجالات متخصصة.
يقول رئيس قسم الجغرافية المكانية وحلول إدارة المعلومات في التنقيب، تركي الغامدي: «تتمثل إحدى فوائد برنامج الماجستير هذا في استخدام بيانات أرامكو السعودية في مشاريع الطلاب البحثية، وكذلك استخدامها آنيًا في بعض المتطلبات الخاصة بالعمل أو الشركة. ويستحيل تحقيق ذلك خارج بيئة الشركة نظرًا للقيود الصارمة المفروضة على سرية البيانات. وهذه هي المرة الأولى في تاريخنا التي تتمكن فيها الدائرة من الاستفادة مباشرة وبشكل فوري من المقررات الدراسية للطلاب».
التطبيق الفوري للمعرفة
يقول إيتان «جيمي» آرديلا بيسيرا، وهو أحد الطلاب المشاركين في الدورة، ويعمل جيولوجيًا في إدارة مكامن الغاز في أرامكو السعودية: «يُتيح لنا البرنامج والمقررات الدراسية اكتساب معرفة وخبرة ومهارات يمكننا أن نطبقها على الفور على وظائفنا بصورة ما كنا سنحظى بها لولا البرنامج. والأمر الأكثر أهمية هو أن البرنامج يدفعنا إلى إعمال التفكير الناقد لحل المشكلات الفعلية».
ويضيف بيسيرا: «تتسم مكامن أرامكو السعودية بطابع خاص في المنطقة، لذلك من المفيد أن تتيح لنا دراستنا التصدي للمشكلات التي نواجهها أثناء العمل، فالبرنامج يمدنا بما نحن بحاجة إليه من أدوات التمكين».
ليست أرامكو السعودية، أو جامعة ليدز، أو الطلاب وحدهم من يرون أن البرنامج يقدّم فكرة ودورة أكاديمية مفيدة للغاية، بل إن صناعة النفط والغاز بأسرها تشاركهم ذلك؛ فقد حصل البرنامج، مؤخرًا، على جائزة «المرونة عبر تنمية المواهب والتحوُّل التقني» في مؤتمر ومعرض الشرق الأوسط الحادي والعشرين للنفط والغاز لعام 2019م.