ريادة الابتكار : أرامكو السعودية تزيح الستار عن مركز الثورة الصناعية الرابعة
خالد أبو سالم مسؤول قسم الدرونز والروبوتات يقوم بتدريب أسامة بحول على تشغيل وإدارة الدرونز، وذلك من خلال مركز التدريب على قيادة الدرونز بالمحاكاة، حيث يساعد ذلك على تعزيز جاهزية الشركة في مواجهة الحالات الطارئة وتعزيز القدرات على استخدام التقنية والتحول الرقمي.
في الدور الثالث عشر في مبنى المدرا في الظهران، يقع مركزٌ جرى تخصيصه، مؤخرًا، ليحتّل جناحًا بأكمله، يُعرف باسم مركز «الثورة الصناعية الرابعة»، أحدث مبادرات أرامكو السعودية لتطوير التقنية الرقمية المتطورة مثل تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي، والبيانات الضخمة التي تنطوي على ميزة تنافسية كبيرة، حيث تُسهم جهود الابتكار التقني والرقمي بتحقيق نقلة نوعية في الطريقة التي تمارس بها أرامكو السعودية أعمالها.
وبالنسبة لأرامكو السعودية فإن استثمارها الحكيم في التفوق التقني، يحقق الاستفادة لقطاع النفط والغاز من الفرص في ظل اقتصاد عالمي يستغل الآفاق الواسعة والإمكانات الكبيرة المتنامية لما يعرف بالثورة الصناعية الرابعة.
وصُمم هذا المركز لتشجيع الموظفين الشباب والمتمرسين في مجال التقنية، الذين سيسيرون بالشركة على طريق المستقبل. وقد فَتح أبوابه للمرة الأولى الأسبوع الماضي، وهو يحتوي على تقنيات وحلول مذهلة، وأُعيد تصميم مكانه على نحو مبهر وبتوسعة كبيرة.
وقال رئيس أرامكو السعودية، كبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين حسن الناصر إن هناك «مزيدًا من الإنجازات التي نتطلع لتحقيقها.. ونحن متحمسون بشأن قدرات مركزنا للثورة الصناعية الرابعة».
وأضاف: «سيضطلع المركز بدور أساس في دفع عجلة التحول الرقمي في مختلف إدارات أرامكو السعودية، وبدور محوري في تحقيق نقلة نوعية في أعمالنا، من خلال تقنيات تعتمد بشكل أكبر على الخصائص الرقمية، وفتح الآفاق في الوقت نفسه لنماذج أعمال وتشغيل جديدة».ومضى يقول: «سيساعد استخدام تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، الشركة على النهوض بالإنتاجية والحد من التكاليف الرأسمالية والتشغيلية. ونحن نقود قاطرة التحول في المشهد العالمي السريع التغير».
في حين يقول النائب الأعلى للرئيس للخدمات الفنية، الأستاذ أحمد عبدالرحمن السعدي: «ثمة مزيد من الإنجازات التي نتطلع لتحقيقها، وسيساعد مركز الثورة الصناعية الرابعة الشركة على أداء الأعمال بما يكفل رفع مستوى الكفاءة وتحقيق توفير كبير في التكاليف والارتقاء بمكانة الشركة الريادية في قطاع النفط والغاز».
رسم ملامح المستقبل
وتزامن افتتاح المركز مع زيارة أعضاء مجلس إدارة أرامكو السعودية برئاسة معالي المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، وأعضاء من الإدارة العليا في أرامكو السعودية، بينهم رئيس الشركة، كبير إدارييها التنفيذيين المهندس أمين حسن الناصر، والأستاذ أحمد السعدي، والنائب الأعلى للرئيس للتنقيب والإنتاج الأستاذ محمد يحيى القحطاني. وقام أعضاء الإدارة العليا بجولة في المركز، واطلعوا على التطبيقات العملية لأعمال أرامكو السعودية، وأبدوا إعجابهم بمحتواه.
ويطبق المركز أحدث التقنيات بما يكفل انتهاج أذكى الطرق في أداء الأعمال وأسرعها وأسلسها وأكثرها محافظة على السلامة. ومن بين الأقسام، يعرض ركن التطوير أول جهاز صُنع في أرامكو السعودية لحماية أمن المعلومات في المعامل.
مناطق التقنية
يمتاز المركز بإمكاناته المتقدمة وقدرته الكبيرة على توفير المعلومات، مع تركيزه الذي يتمحور حول العنصر البشري مما يجعل منه حاضنًا للتحول الرقمي، حيث يوفر الحلول التقنية عبر مختلف مراحل سلسلة القيمة الهيدروكربونية. والمركز مصمم لمساندة تطوير حالات الاستخدام الشاملة عبر بناء الأفكار، وإعداد النماذج الأولية، والاختبار، والتطبيق الكامل.
ويشتمل مركز الثورة الصناعية الرابعة على ثلاث مناطق، هي: منطقة الذكاء الاصطناعي، والتميّز البيئي، ومراكز الواقع الافتراضي والمحاكاة. وقد أُعيد تصميم 2500 متر مربع تقريبًا من مساحات المكاتب في برج «المدرا» خلال عملية الإنشاء، ويضم مركز الثورة الصناعية الرابعة 279 مترًا مربعًا من شاشات العرض الجدارية وبرقعة نقاط ضوئية إجمالية أكثر من 109 ملايين نقطة ضوئية مقسمة إلى مجموعات ومناطق متعددة، توفر قدرات تفاعلية وتعاونية، وتساند المحتوى الرقمي الابتكاري وتحليلات البيانات المتقدمة، والعرض المباشر لنمذجة البيانات والعروض الرقمية المتقدمة.
ويستقبل نظام عرض صور طيفية مجسمة يدعى «مسؤول الاستقبال بتقنية الواقع الافتراضي» الزوار ويقدم لهم تعليمات السلامة ونبذة عن المركز. وفي قلب المركز نجد الساحة المستقبلية الدائرية المبهرة الخاصة بجناح الذكاء الاصطناعي، المحاطة بشاشة فيديو دائرية ضخمة ومنحنية يُعرض عليها أكثر من 20 حلًا من حلول الأعمال، وهي من أكبر الشاشات من نوعها في العالم.
ويركز جناح الذكاء الاصطناعي على إعداد حلول التحليل المتقدم وتعليم الآلات للتطبيقات المرتبطة بالمجال الهيدروكربوني. وتستفيد تقنية البيانات الضخمة والتحليل المتقدم من الحلول الابتكارية في هذا المجال لتوظيفها في التمثيل المرئي وتوقعات الأداء الخاصة بأصول أرامكو السعودية الأساس. ويجمع جناح الذكاء الاصطناعي بين قدرات التطوير الداخلية والأدوات الخارجية لتمكين الخبراء المتخصصين من اتخاذ قرارات تحسين توافر الأصول، واستغلالها، وكفاءتها في الوقت المناسب. أما منطقة الواقع الافتراضي فتُستخدم في أعمال التطوير وإعداد النماذج الأولية والتدريب الخاصة بتقنيات الواقع المعزز والافتراضي والمحاكاة الرقمية، والنماذج الطيفية المجسمة وغيرها، ويُمكن استخدام هذا الجناح في التمثيل المرئي لأصول المعامل وخوض تجارب افتراضية مباشرة في قمرة المحاكاة.
ويتمتع المركز أيضًا بالقدرة على عرض حالات الاستخدام الخاصة بالروبوتات الجوية والأرضية والمائية عبر «حيز الطائرات بلا طيار»، ويشتمل هذا القسم على تقنيات حديثة تساند مجموعة مختلفة من التطبيقات بما في ذلك كشف غاز الميثان، والاستجابة للحالات الطارئة وخدمات المعاينة، ومراقبة المشاريع وإدارة المخزون، وغيرها الكثير من أجل الحد من التكاليف وتعزيز الكفاءة وتحسين وضع الصحة والسلامة والبيئة.
ويمكن إعداد النماذج الأولية في مركز الثورة الصناعية الرابعة من خلال عملية المسح والطباعة الثلاثية الأبعاد في «منطقة الأبعاد الثلاثية»، وبالإضافة إلى ذلك فإن «ركن بناء الأفكار» يضم خبرات من مختلف إدارات الشركة لمواجهة التحديات التي تعترضها من خلال تطبيق الأفكار على أرض الواقع والاستفادة من أحدث التقنيات.
وبعد بناء الأفكار يأتي دور «ركن التطوير» المجهز لاختبار هذه الأفكار والتقنيات الرقمية، التي تساند أعمال الشركة وتُسهم في تحقيق رؤية التحول باستخدام تقنيات الثورة الصناعية الرابعة. وتشتمل منطقة تميُّز التنوع الحيوي على بث مباشر لمحمية الحياة الفطرية في الشيبة وحديقة المانغروف البيئية.