أكمل فريق مشروع الوقود النظيف في مصفاة رأس تنورة، مؤخرًا، تركيب أضخم مُعدّة في المشروع يبلغ وزنها الإجمالي 544 طنًا، فيما يصل طولها إلى 65 مترًا، حيث ستُستخدم هذه المعدة لفصل النافثا.
وتكمن أهمية الإنجاز في أن هذه المعدة تُعد المغذي الرئيس لأكبر وحدات التحويل الآيزومري والمحفز المستمر للنافثا الثقيل، بسعة معالجة إجمالية تبلغ 155 ألف برميل يوميًا، حيث إنها تقوم بتقسيم النافثا المعالج بالهدم إلى نافثا خفيف وثقيل، وهي وظيفة رئيسة لوحدة معالجة النافثا الهيدروجينية، حيث تتحكم في خصائص البنزين الذي يتم إرساله إلى وحدة التحويل الآيزومري.
وقد استغرقت أعمال الرفع والتركيب ثلاث ساعات متواصلة، حيث استُخدمت رافعة رئيسة بقدرة رفع تصل إلى 1600 طن، مع رافعة مساعدة قدرة رفعها تبلغ 600 طن. فيما استغرقت تحضيرات تجهيز الموقع والنقل والتركيب ما يقرب من ثمانية أسابيع من العمل المستمر.
ونظرًا لضخامة المعدة قام فريق المشروع بالتنسيق المباشر مع الجهات المعنية لنقلها من الجبيل إلى موقع المشروع، حيث تطلب العمل إجراء فصل مؤقت لعديد من الكابلات الكهربائية الهوائية، بالتعاون مع شركة الكهرباء السعودية وأمن الطرق، كما احتاج النقل إلى تجنب الجسور المنخفضة لتأمين عبور آمن للناقلة إلى موقع المشروع. إلى جانب ذلك، تم النقل من الجبيل إلى موقع المشروع في مصفاة رأس تنورة خارج فترات الذروة خلال الفترة المسائية، لتجنب تعطيل الحركة المرورية والمحافظة على سلامة مستخدمي الطرق، واستغرقت الرحلة ما يقرب من ثلاثة أسابيع من الجهة المصنعة إلى الموقع.
جديرٌ بالذكر أن مُعدّة فصل النافثا تم تصنيعها في شركة محلية سعودية في الجبيل، وهو ما يُسهم في تحقيق أهداف برنامج اكتفاء الذي يسعى إلى رفع نسبة توطين الصناعات إلى ٪70 بحلول عام 2021م. وقد استغرق التصنيع الكامل للمعدة أكثر من 12 شهرًا بعدد ساعات إجمالية بلغت أكثر من 2500 ساعة.
ويهدف مشروع الوقود النظيف لمصفاة رأس تنورة إلى توفير منتجات نفطية استهلاكية، كوقود السيارات والديزل وعديد من المنتجات الأخرى، بمواصفات عالية الجودة تتوافق مع معايير الجودة الأوروبية (يورو 5)، عبر إنشاء معامل جديدة حديثة التقنية في المصفاة، تُعدّ الأكبر من نوعها في العالم، لإنتاج الوقود النظيف.