ولي العهد يضع حجر الأساس لمدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك) والتي تؤسّس لعصرٍ جديد في قطاع الطاقة
تفضّل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، اليوم الإثنين، بوضع حجر الأساس لمدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك) في المنطقة الشرقية، والتي ستكون مركزًا عالميًا للطاقة والصناعة والتقنية على أرض مساحتها 50 كيلو متر مربع. وستكتمل المرحلة الأولى من أعمال إنشاء مدينة الملك سلمان للطاقة، بعون الله، في عام 2021م.
وقد أكد معالي وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح أن مشروع المدينة يهدف إلى تعزيز مكانة المملكة بوصفها مركزًا إقليميًا وعالميًا للطاقة، من خلال تنمية قطاع صناعاتٍ وخدماتٍ سعودي تنافسي، على مستوىً عالميٍ، ومساندة مبادرات المملكة الإستراتيجية للتنمية الاقتصادية، وتنويع مصادر الدخل الوطني، وتوفير فرص العمل لأبناء الوطن، وتعزيز دور القطاع الخاص والاستثمارات الدولية في الاقتصاد الوطني؛ مع الإسهام بشكل فاعل وكبير في تشجيع تطوير وتنمية المؤسسات السعودية الصغيرة والمتوسطة التي ستُسهم في قطاع الطاقة؛ بالإضافة إلى تعزيز موثوقية أرامكو السعودية، التي كُلفت بإنجاز هذا المشروع، ودعم جهودها لهيكلة التكاليف من خلال تطوير وتعزيز سلسلة الإمداد فيها.
وقال الفالح:" نسعى لأن تُصبح مدينة الملك سلمان للطاقة، مركزًا عالميًا للتصنيع والخدمات المرتبطة بالطاقة، ومنها أعمال التنقيب والإنتاج، وأعمال التكرير والمعالجة والتسويق، وإنتاج البتروكيميائيات من الزيت والغاز الطبيعي، وإنتاج الطاقة الكهربائية ونقلها وتوزيعها، وإنتاج المياه وتوزيعها ومعالجتها، والتعامل مع مياه الصرف الصحي ومعالجتها.
من جهته قال رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين حسن الناصر: "مدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك) هي استجابة لرؤية 2030 بأن تكون المملكة بيئة جاذبة للاستثمار. كما أنها تحقق جانبين أساسيين؛ الأول زيادة نسبة توطين الصناعة والخدمات في مجال الطاقة؛ والثاني هو توليد عدد كبير من فرص التدريب والتوظيف النوعية للشباب والفتيات،". وأكّد الناصر أن أرامكو السعودية تركّز ضمن توجهها المستقبلي على تعزيز موثوقية وكفاءة أعمالها من خلال بناء منظومة إستراتيجية للتوريد".
وذكر الناصر: "أن تصميم المدينة يراعي سهولة أداء الأعمال للمستثمرين وتكامل عناصر الخدمة والإنتاج، بما في ذلك توفير بنية تحتية متميزة ومرافق لوجستية ومراكز نوعية للتدريب. وتسعى المدينة أن تكون مركز تميز في خدمات النفط الخام والغاز، والكيميائيات، والطاقة الكهربائية، والمياه". مشيرًا إلى أنها لا تقتصر في التركيز على استقطاب الشركات الكبيرة ذات التقنيات العالية، بل أيضًا تتّسع للشركات الصغيرة والمتوسطة، بما يجعل منظومة التصنيع والتوريد متكاملة.
وختم الناصر تصريحه قائلًا: "ستسهم المدينة بإذن الله في تلبية احتياجات أرامكو السعودية من السلع والخدمات، والتي يزيد حجم الإنفاق السنوي حاليًا فيها على 40 مليار دولار، وسيحقق ذلك تعظيم القيمة المضافة للاقتصاد الوطني باستثمار الإنفاق في الداخل. كما ستستفيد (سبارك) من تصدير نسبةٍ من إنتاجها وخدماتها من حجم الإنفاق السنوي الكبير في سوق دول مجلس التعاون الخليجي، والذي يبلغ نحو 170 مليار دولار على هذه المواد والخدمات".
ومن الجدير بالذكر أن أرامكو السعودية تقوم بإنشاء وتطوير مدينة الملك سلمان للطاقة (سبارك) بالإضافة إلى تشجيع ومساندة الشركات على الاستثمار في المدينة، وتعزيز الكفاءة، وتشجيع التطوّر في التقنيات والتصنيع والتصدير، وبناء سلسلة إمداد على مستوى عالمي في قطاع الطاقة عبر التعاون المثمر والمتكامل مع القطاع الحكومي والمتمثل بالشراكة مع الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية "مدن"، والذي يتمثل دورها الرئيس من خلال سعيها لتمكين الصناعة عبر إصدار التراخيص اللازمة للمدن الصناعية الخاصة في المملكة، فضلًا عمّا ستخلقه هذه المدينة من تكاملٍ متناغم مع المدينة الصناعية الثالثة في الدمام.
ويتواءم دور المدينة المتمثل في توطين محتوى سلسلة الإمداد لقطاع الطاقة في المملكة مع الأهداف الإستراتيجية لبرنامج أرامكو السعودية لتعزيز القيمة المضافة الإجمالية لقطاع التوريد (اكتفاء) والذي بدوره يهدف إلى توطين قطاع الطاقة في المملكة. وستجذب المدينة الشركات المحلية والعالمية لإنتاج وتصنيع السلع والخدمات في قطاع الطاقة في المملكة. ويُتوقَّع أن تصل استثمارات المدينة إلى 6 مليارات ريال في المرحلة الأولى من إنشائها.
ويُتوقَّع أن تُسهم المدينة بإضافة 22.5 مليار ريال للناتج المحلي سنويًا وتوفير 100,000 وظيفة مباشرة وغير مباشرة.