سامي النعيم رئيسًا للجمعية الدولية لمهندسي البترول
سامي النعيم مع باحثي أرامكو السعودية الذين حصلوا على جوائز الجمعية، وهم: أنوج غوبتا وغيثان المنتشري وأشرف الطحيني وزيد غريب
واصلت أرامكو السعودية حصد منجزات التقنية والابتكارات التي يقدمها باحثوها في المحافل الدولية، حيث سجلت الشركة حضورًا بارزًا في المؤتمر والمعرض الفني السنوي الذي نظمته الجمعية الدولية لمهندسي البترول خلال الفترة من 24 – 26 سبتمبر 2018م، وشهد تعيين مدير إدارة خدمات تطبيقات هندسة البترول بأرامكو السعودية الدكتور سامي النعيم رئيسًا للجمعية لعام 2019م، وفوز أربعة باحثين من الشركة بجوائز مرموقة، إلى جانب تقديم موظفي الشركة لنحو 20 ورقة بحثية وحضورهم جلسات نقاشية.
وتعزز تلك المكاسب حرص أرامكو السعودية على دفع عجلة الابتكار بالاعتماد على العلم والإبداع، لتسهم بذلك في بناء قطاع الطاقة والمجتمعات حول العالم، وذلك يتوافق مع إستراتيجيات الشركة فيما يتعلق بالابتكار بوصفه المفتاح الحقيقي لمساعدة الناس على الاستفادة من كافة الفرص التي تنطوي عليها موارد المملكة الهيدروكربونية، والمنتجات المصنعة منها.
فخر اليوم الوطني
أصبح الدكتور النعيم بانتخابه رئيسًا للجمعية، المهندس الثاني من أرامكو السعودية الذي يرأس هذه الجمعية المرموقة التي تأسست عام 1957م، لتحل محل عدد من المنظمات بما في ذلك المعهد الأمريكي لمهندسي التعدين والهندسة، الذي يعود تاريخه إلى عام 1871م. وأكد النعيم فخره واعتزازه بأن يُصادف توليه هذا المنصب اليوم الوطني الثامن والثمانين للمملكة العربية السعودية. وقال إن مجلس إدارة الجمعية استهل الاجتماع، الذي عقد بتاريخ 23 سبتمبر الماضي، بتهنئة المملكة بهذه المناسبة وتمنى الأعضاء لها دوام التقدم والازدهار.
وقال النعيم في كلمة أمام المؤتمر السنوي للجمعية الذي عُقد في مركز كي بايلي هتشيسون للمؤتمرات بمشاركة أكثر من 8,000 شخص "جرت العادة أن يختار كل رئيس للجمعية موضوعًا يكون محور تركيزه خلال ولايته، وقد اخترت موضوعًا ذي أهمية كبيرة لنا جميعًا، ألا وهو استدامة الطاقة"، مضيفًا "أريد أن أُظهر للعالم بأننا جزء أساس من حل المشكلات البيئية وقضايا التنمية الاجتماعية التي تواجه العالم في الوقت الراهن. ومن شأن ذلك أن يساعد في تصحيح العديد من المفاهيم الخاطئة حول قطاع الطاقة، وبالتالي استقطاب مهندسين موهوبين لهذا القطاع".
المهندس المواطن
وأكد النعيم أن قطاع الطاقة حقق تقدمًا كبيرًا في سبيل الحد من انبعاثات الكربون، مشيرًا إلى الإعلان عن مزيد من الابتكارات في المستقبل القريب، والتي تأتي في سياق الجهود التي يبذلها القطاع للوفاء باحتياجات العالم لمواجهة التحديات المناخية. وقال إن انضمام ثلاث من كبرى شركات النفط والغاز الأمريكية إلى مبادرة شركات النفط والغاز بشأن المناخ في شهر سبتمبر الماضي شكّل علامة على التقدم المنجز في هذا الجانب، مشيرًا إلى أن أرامكو السعودية عضو مؤسس في هذه المبادرة.
وقال النعيم: إنه سيسعى أيضًا خلال توليه رئاسة الجمعية إلى مد جسور التعاون بين الجامعات التي تدرس علوم الأرض حول العالم، بهدف مشاركة برامجها الأكاديمية ومناهجها من جهة، وتطوير برامجها القائمة من خلال إضافة آخر ما توصلت إليه التقنية والتواصل مع الجمعيات المهنية من جهة أخرى. وستساعد هذه الخطوات على إيجاد ما يُعرف بـ"المهندس المواطن"، الذي يعمل على الابتكار وتطوير القطاع، والأهم من ذلك كله يهتم بالمجتمع المحلي والبيئة.
تحوّل سريع
وعلى ذات الصعيد، خاطب النعيم مئات من طلبة هندسة البترول، على هامش الفعاليات، قائلًا إنهم يجب عليهم أن يشعروا بالفخر لانخراطهم في هذا المجال الحيوي الذي يعالج تحديات لا حصر لها.
وأضاف "بوصفنا مهندسي بترول، فإننا نرسم الابتسامة على وجوه الناس لأننا نساعد في حل مشكلات الطاقة الحالية والمستقبلية التي يواجهها العالم. واسمحوا لي أن أخبركم بأنكم اخترتم المسار الصحيح".
وأكد النعيم أن التقدم التقني في هذا القطاع يعني أنه مقبل على مرحلة تحوّل سريع الوتيرة، ستتيح للمهندسين إيجاد طرق أكثر استدامة وفعالية لتنفيذ أعمال التنقيب والإنتاج. وقال: "إننا نعمل في واحد من أكثر القطاعات حيوية وابتكارًا، تتطور فيه التقنية بسرعة تتجاوز سرعة الضوء، وبقوة تتجاوز تدفق بئر سبندلتوب النفطية"، في إشارة منه إلى أول بئر نفطية منتجة في تكساس عام 1901م.
مستقبل أكثر استدامة
وشملت التطورات التقنية التي أشار النعيم إليها الذكاء الاصطناعي والتعلم الذاتي للآلة اللذان يُعدان العمود الفقري للثورة الصناعية الرابعة وآبار النفط الذكية؛ والطباعة ثلاثية الأبعاد القادرة على تقليص التكاليف والوقت، عن طريق إمكانية صناعة الأدوات على ظهر منصات الإنتاج وأجهزة الحفر في المستقبل القريب، والطائرات الصغيرة المسيرة عن بُعد (درونز) التي تستطيع تنفيذ أعمال التفتيش في منشآت الإنتاج والمناطق التي يصعب الوصول إليها وتساعد على الحد من تسرب غاز الميثان في مختلف المنشآت من خلال اكتشافه عن بُعد.
وأشار إلى استخدام تقنية النانو والروبوتات للنظر إلى مكامن النفط والغاز بطرق جديدة وفعّالة، مؤكدًا أنها باتت أعينًا وآذانًا إضافية للمهندسين تحت سطح الأرض، وإلى استخدام نظم الواقع المُعزز لتدريب الأشخاص على تشغيل الماكينات المُعقدة، والذي يتيح للمشغلين الميدانيين مناقشة جهود الإصلاح عن بُعد مع المهندسين الذين صمموا الأدوات المستخدمة في الآبار. وتساعد هذه التطورات مجتمعة في إيجاد آبار نفطية أكثر أمانًا وذكاءً وإنتاجيةً. وقال: "إن تطبيق هذه التقنيات الجديدة يعني أننا سنحظى بمستقبل أكثر استدامة مقارنة بواقعنا الحالي".
مناصب قيادية لأرامكو السعودية
وتعزيزًا لدور وحضور أرامكو السعودية في هذه الجمعية الدولية المرموقة، انضم مدير إدارة حفر آبار الغاز بالشركة الأستاذ فيصل النغيمش إلى مجلس إدارة الجمعية ليحل محل الأستاذ خالد زين العابدين، مدير إدارة وصف ومحاكاة المكامن، الذي انتهت عضويته في المجلس.
ويعكس تولي مسؤولي أرامكو السعودية لمناصب قيادية في الجمعية قاعدة مشتركيها العريضة في المملكة العربية السعودية ومنطقة الشرق الأوسط، والعلاقة الطويلة بين الشركة والجمعية التي تمتد إلى أكثر من ستين سنة مليئة بالإنجازات وبالفائدة على كلا الطرفين. وكان النعيم انضم إلى الجمعية عندما كان طالبًا للهندسة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، كما أنه واحد من العديد من المهندسين العاملين في الشركة ممن قدموا إسهامات كبيرة لدعم الإنجازات العلمية فيها.
ولطالما كانت أرامكو السعودية وما تزال داعمًا كبيرًا للجمعية، التي يصل عدد أعضائها إلى نحو 150,000 شخص من كافة أنحاء العالم، ويوفر المؤتمر للشركة منصة لاستعراض موقعها الريادي في قطاع التنقيب والإنتاج، وإطلاع الجهات المعنية حول جهودها في مجال تنويع مجموعة أعمالها، وخاصة فيما يتصل بالبحث والتطوير على الصعيد العالمي وفي الولايات المتحدة الأمريكية.
الفائزون بالجوائز
قدمت جمعية مهندسي البترول الدولية جوائز لأربعة من موظفي أرامكو السعودية، وذلك تقديرًا للخدمات التي يقدمونها لقطاع الطاقة، وشمل التكريم:
أنوج غوبتا، مستشار هندسة البترول في أرامكو السعودية، وحصل على ميدالية "ديغولير" للخدمات المميزة.
غيثان المنتشري، رئيس التقنية في مركز إكسبك للأبحاث المتقدمة، وأشرف الطحيني مدير الأبحاث والتطوير في شركة خدمات أرامكو، وحصلا على جائزتي عضوية الجمعية المميزة.
زيد غريب، مهندس بترول في أرامكو السعودية، وحصل على جائزة الخدمة المميزة للأعضاء الشباب في الجمعية.
وقال مدير التنقيب والإنتاج في شركة خدمات أرامكو كواكو تيمنغ: "تُعد هذه الإنجازات المهمة دليلًا واضحًا على القوة التي يتمتع بها موظفونا في كافة المناطق".
أوراق علمية فنية
ناقش المؤتمر العديد من الأوراق العلمية الفنية، وكان لباحثي ومهندسي البترول في أرامكو السعودية إسهامات فيها، واستعرضوا خلالها أفضل الممارسات في مجال التدريب والتطوير.
وترأس الباحث الرئيس في مركز إكسبك للأبحاث المتقدمة سونيل كوكال، والناظر الإداري لمركز التطوير المهني للتنقيب والإنتاج في أرامكو السعودية سلام سلامي، جلسة نقاشية شيقة حول أهمية استكمال التعليم، ونقل المعرفة، والتحول الحاصل في مشهد المهندسين.