الانتقال إلى المحتوى
aramco logo
مقالات

حماية بعض محطات الاستضافة المفضلة للطيور المهاجرة في المملكة

 أصبحت العديد من محميات التنوّع الحيوي التابعة لأرامكو في أرجاء المملكة بمثابة مواطن مجهّزة لاستراحة الطيور المهاجرة.  

أندرو غراي|

  • تمثّل واحات المملكة وبحيراتها ووديانها الخضراء، موائل آمنة تأوي إليها الطيور خلال هجرتها الكونية ما بين أوروبا، وآسيا، وشرق أفريقيا
  • تتأثر بعض مناطق التنوّع الحيوي الثرية بالرعي، والقيادة غير المصرح بها خارج الطرق المعبدة، والصيد، والتوسّع العمراني، وتغيّر المناخ
  • تحرص أرامكو على توسيع نطاق جهودها لحماية الطيور المهاجرة من خلال العناية بالمواقع المصنفة ومحميات التنوّع الحيوي، وحماية النظم البيئية والطبيعية في أنحاء المملكة

خلال فصلي الربيع والخريف من كل عام، يعبر ما يقرب من 300 نوع من أسراب الطيور، وثلاثة مليارات طائر منفرد أراضي المملكة العربية في طريق هجرتها ما بين مناطق تكاثرها في أوروبا وآسيا، ومواطن قضاء فصل الشتاء في شرق أفريقيا. 

وتمثّل العديد من الموائل المائية في المملكة كالواحات الصحراوية والبحيرات الساحلية ومستنقعات القصب والوديان الموسمية المترعة بمياه الأمطار، مناطق جذب لهذه الطيور المهاجرة التي تعتمد على هذه الموائل المائية في أن تصبح مأوى للتعشيش، ومرتعًا للغذاء والماء. ولهذا، تضع أرامكو برنامج حماية التنوّع الحيوي في صميم أولوياتها لحماية البيئة.

يقظة المواطنين والمجتمع

خلال مواسم هجرة الطيور، أصبح من المعتاد مشاهدة محبي الطيور الذين تتزايد أعدادهم في المملكة وهم ينصبون مناظيرهم -على أهبة الاستعداد من الفجر إلى الغسق- لرصد وتسجيل الأنواع التي يشاهدونها، ومن ثم يقومون ببث مشاهداتهم على موقع "إي بيرد" (eBird) الذي يجمع أكثر من 30 ألف من علماء الطيور وهواة ومراقبي الطيور حول العالم. وأصبح مراقبو الطيور السعوديون مشاركين متحمسين في اليوم العالمي للطيور المهاجرة الذي يقام كل عام في شهري مايو وأكتوبر. فعلى سبيل المثال، أبلغ المشاركون من المملكة في اليوم العالمي لمراقبة الطيور لعام 2021م، عن مشاهدة 221 نوعًا مختلفًا، من بينها 16 نوعًا نادرًا لم يتم رصده من قبل.

استضافة الطيور العابرة

يُعد الحفاظ على أنواع الطيور المحلية أمرًا مهمًا للغاية، وتتجلى أهميته بالنسبة للمملكة العربية السعودية لتميّزها بعدد من الخصائص، ففضلًا عن موقعها الإستراتيجي ما بين شرق أفريقيا وأوروبا وآسيا، وموائلها الصحراوية عالية الخصوصية، تتميّز المملكة باتساع مناطقها الساحلية مثل الجُزر، ومناطق المد والجزر، وهي مناطق تعزز حياة العديد من الطيور البحرية والساحلية.

وغالبًا ما تكون الطيور المهاجرة التي تمرّ عبر أراضي المملكة في أضعف حالاتها، وفي الغالب تفقد الكثير من الطيور ما يصل إلى 50% من كتلة أجسامها، وتصل منهكة بسبب طول رحلتها، مما يجعلها عرضة للتأثر بأي تغيرات في بيئتها. وتقطع طيور النقشارة "willow warbler" - مثلًا- أثناء هجرتها مسافة تبلغ 24 ألف كم تقريبًا على مدار ستة أشهر فقط، مع أن وزنها يقل عن ثلاث ملاعق صغيرة من الماء عند انطلاقها. ويمكن أن تغطي طيور الرّهو "demoiselle cranes"، التي تنتقل عبر المملكة في أسراب، وتطير على شكل حرف V لتقليل مقاومة الهواء، مسافة تبلغ 200 كم في اليوم. 

تسهم محطات الاستراحة المنتشرة عبر تلال المملكة أو في محمياتها في مساعدة هذه الطيور على البقاء على قيد الحياة، وإنعاشها لتواصل مسيرتها إلى أماكن تكاثرها النائية. ويُعد الكورنيش الجنوبي المحيط بجدة بمثابة استراحة دائمة للعديد من النوارس "gulls"، وطيور الخرشنة "terns"، وطيور الخوّاضة "waders" المهاجرة التي تنطلق من مناطق القطب الشمالي وأوروبا. وفي الأراضي المجاورة البعيدة عن الماء، رصد مراقبو الطيور من بين مجموعة من الأنواع المهاجرة كلًا من، طائر الهدهد " hoopoes"، والوروار "bee-eaters"، والصرد "shrikes"، والعُزيزاء "pipits".


 

 

دغناش شامي - Masked shrike

محميات معرضة للخطر

 تُظهر الأبحاث أن 21% من المحميات في العالم دُمرت بالفعل منذ القرن الثامن عشر. كما انخفض مستوى التنوّع الحيوي للمياه العذبة، مما أدى إلى انخفاض حاد في أعداد الطيور المهاجرة. ففي الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وحدهما، تشير التقديرات إلى انخفاض أعداد الطيور بمقدار 2.9 مليار منذ عام 1970م.

وشهدت المملكة انخفاضًا مماثًلا في أعداد الطيور بعد إزالة أشجار المانغروف الساحلية في العقود الأخيرة. وتشمل التهديدات التي تواجه الطيور المهاجرة تدهور الموائل، والرعي الجائر للنباتات المحلية، والإضرار بمناطق التغذية والمعيشة، والتمدد العمراني، والصيد.

ولذلك، أصبحت العناية بالمحميات واستعادتها تمثل أهمية فائقة في المملكة، كما هو الحال في أي مكان آخر في العالم، وقد اضطلعت أرامكو بأدوار متعددة في المساعدة على حماية الموائل واستعادتها في المناطق التي تزاول فيها أعمالها.

حماية البيئة أولوية

لاحظت أرامكو أن المناطق الآمنة المحيطة بمرافق الإنتاج والتخزين التابعة لها تسمح للنباتات والحيوانات والطيور المحلية بأن تعيش في سلام نسبيًا. ولهذا، أطلقت الشركة في السنوات الأخيرة سلسلة من البرامج المصممة لمراقبة هذه الموائل واستعادتها وإعادة تأهيلها في بعض الأحيان. كما أن الشركة تعمل على استعادة غابات المانغروف المحلية، التي لا تقتصر فوائدها على إيواء أعداد من الأسماك والروبيان والطيور فحسب، بل تسهم أيضا في عزل الكربون. كما تعمل الشركة لتطوير عدد من المبادرات المتعلقة بالمحميات، بما في ذلك تحديد المحميات الطبيعية في أرامكو وإعطائها الأولوية لاستعادتها وحمايتها.

وخصصت أرامكو حتى الآن 14 منطقة لحماية التنوع الحيوي، تأوي  هذه المناطق مجتمعة أكثر من 560 نوعًا مسجلاً من النباتات والحيوانات. وتشمل مناطق الحماية هذه، منطقة أبو علي، التي تقع على ساحل الخليج العربي، حيث تأتي العديد من الطيور المهاجرة على طول الخليج بحثًا عن الراحة والغذاء. وتضم بعض الأنواع ذات الأولوية والمسجلة في هذه المنطقة المحمية، الطائر الساحلي المهاجر "migratory shorebird" شبه المهدد بالانقراض عالميًا، والكروان الأوراسي "the Eurasian Curlew"، وحمامة السلحفاة الأوروبية "European turtle dove" المهددة بالانقراض عالميًا بفعل الصيد الجائر.

ملاذات آمنة

تُعد المحميات الطبيعية التي تحيط بالمقر الرئيس لأرامكو في الظهران، مناطق جذب للطيور المهاجرة مثل عصفور "هازجة قصب البصرة" "Basra reed warbler" المهدد بالانقراض عالميًا، ومجموعة واسعة من طيور مالك الحزين "herons"، والخرنشة "terns"، والبط "ducks"، والطيور الخواضة "wading birds". وقد أبلغ زوّار الظهران هذا العام عن رؤيتهم سربًا من طيور بلشون الليل أسود التاج "black-crowned night herons"، والذعرة الصفراء "yellow wagtails"، والبلشون الأبيض "egrets"، ومختلف أنواع الطيور الغواصة "grebes"، بل ورأوا أيضًا ثلاثة من طيور أبو منجل اللامع "glossy ibis".
  • شقراق هندي

    شقراق هندي - Abyssinian roller

  • قارية خضراء (وروار أخضر عربي)

    وروار أخضر عربي - Blue-cheeked bee-eater

  • عقاب سهبية (عقاب السهول)

    عقاب السهول - Eastern imperial eagle

  • الهدهد الأوراسي

    الهدهد الأوراسي - Eurasian hoopoe

  • بوهة صحراوية (بوم فرعوني)

    بوم فرعوني - Pharaoh eagle owl

  • قهيبة (حجل فيلبي)

    حجل فيلبي - Philby’s partridge

  • تمير عربي

    تمير عربي - Ruepell’s weaver

  • مرزة مستنقعية

    مرزة مستنقعية - Western marsh harrier

وتماشيًا مع الجهود الوطنية المبذولة للحفاظ على التنوّع البيئي والموائل واستعادتها، وإدراكًا للأهمية العالمية لجهود مساعدة الطيور المهاجرة في البقاء على قيد الحياة أثناء رحلاتها البطولية، تواصل أرامكو توسيع جهودها للمحافظة على البيئة وتطويرها. وسيشمل ذلك تحديد المزيد من المحميات في مناطق أعمال الشركة وتخصيصها وإدارتها، وإجراء المزيد من البحوث وتحليل البيانات حول العلاقة بين الطيور والموائل، ورفع مستوى وعي موظفي الشركة ومقاوليها بمجموعة من القضايا المتعلقة بالمحافظة على التنوّع الحيوي. 

بالإضافة إلى الإسهام في الحفاظ على تنوّع الطيور الملحوظ في المملكة، فإن هذا الجهد المستمر يُشعر السكان المحليين المحبين للطبيعة بالفخر، ويُسعد بالطبع مراقبي الطيور العاكفين على حدود مناطق الحماية في جميع أنحاء المملكة.

 

المزيد من مقالات مجلة عناصر

عرض جميع المقالات

نظرة معمقة حول بيانات المحيطات الخاصة بأرامكو

تعكف أرامكو منذ سنوات عديدة على جمع بيانات المحيطات، وبفضل الرقمنة، تُستخدم هذه البيانات اليوم لفهم أنظمتنا البحرية، وتسهم في المحافظة عليها بنحو أفضل مما كان في السابق.
اعرف المزيد

تطوير نظام حماية التنوع الحيوي في المملكة

التركيز على الكائنات الحية ذات الأولوية للحفاظ عليها في المملكة.

دراسات علمية لحماية سواحلنا