الانتقال إلى المحتوى
aramco logo

أكاديمية خريص الجديدة للصيانة تسعى إلى النهوض بنقل المعرفة والتدريب

اختصاصي نقل المعرفة في النظم الميكانيكية، عبدالرحمن الربيعة، يقوم بتدريب مهدي المطرود على إحدى المضخات الميكانيكية كجزء من جهود نقل المعرفة التي تتم داخل أكاديمية خريص للصيانة.

أخبار|خريص|

في بيئة عمل مليئة بالتحديات، يحظى الموظفون الشباب بفرصة الاطلاع على آلية عمل الصمام الكروي المستخدم في مرافق إنتاج النفط، فيما يشرح المدرِّب الخبير كيفية تحديد الأعطال عند حدوثها. وفي مقصورة عمل أخرى، يقوم ملاحظ أشغال بتدريب الفنيين بشكل عملي على استخدام أجهزة التحليل لاختبار مستويات الرقم الهيدروجيني في الماء. وعلى بُعد بضع خطوات، يتعلم فنّيون آخرون تفاصيل الأنظمة الكهربائية بينما تستخدم مجموعة أخرى جهاز كمبيوتر محمول لمحاكاة مراقبة أحد الحقول الذكية وفق توجيهات من المدرِّب الميداني المتمرس في مجال الحقول الذكية.

هذه هي أكاديمية خريص للصيانة، التي شُيدت كجزء من مبادرة تم إطلاقها مؤخرًا من قِبل إدارة أعمال الزيت في منطقة الأعمال الجنوبية بهدف الارتقاء بعملية نقل المعرفة إلى آفاق جديدة. وبالإضافة إلى الجهود التي تبذلها إدارة الإنتاج في خريص منذ عقد من الزمن لتدريب موظفيها الشباب على استخدام المعدات والتقنيات المستخدمة في ميدان عملهم، فقد اتخذت الإدارة خطوة كبيرة عندما دمجت جميع الأنشطة التدريبية الخاصة بها في أكاديمية واحدة، مما ساعد الموظفين على مواكبة التقنيات المتخصصة الموجودة في معاملهم. ويأتي إنشاء هذه الأكاديمية في إطار الاستراتيجية التي تتبناها أعمال الزيت في منطقة الأعمال الجنوبية بإنشاء مراكز لنقل المعرفة في عديد من مناطق الأعمال.

وأكد مدير إدارة الإنتاج في خريص، الأستاذ محمد الصويغ: «إن هدفنا هو تسريع وتطوير المعرفة لدى جميع الفنِّيين الشباب والارتقاء بمهاراتهم إلى مستوى يُمكِّنهم من أداء المهمات الميدانية الصعبة بمفردهم». وأضاف الصويغ: «تمثل الأكاديمية تجسيدًا لالتزامنا ببناء قوى عاملة في مجال الصيانة تتميز بالموهبة والبراعة والقدرة على تلبية احتياجات العمل حاضرًا ومستقبلًا. وسوف تعمل الأكاديمية على سد فجوة الكفاءة بين الموظفين ذوي الخبرة ونظرائهم المبتدئين في هذا المجال عن طريق نقل المعرفة وتقديم أفضل الممارسات والمهارات على نحو مستدام. كما سيساعد التدريب العملي والجلسات النظرية التي تقدِّمها الأكاديمية على تعزيز معرفتهم والارتقاء بها إلى مستوى عالٍ من المهارة والبراعة في أقصر وقت ممكن».

ملاحظ أشغال الصيانة والمشرف على برنامج نقل المعرفة في خريص، عبدالرحمن الفقيه، يقدِّم للمتدرِّبين عرضًا في أحد الفصول الدراسية في أكاديمية خريص للصيانة حول مخطط الكابلات في محطة فرعية لمضخة كهربائية غاطسة.

تدفق الموظفين الشباب: التحدي والفرصة

إن الدافع الأقوى وراء الاهتمام الكبير الذي توليه إدارة الإنتاج في خريص لنقل المعرفة هو التحاق عدد كبير من الموظفين الشباب للعمل، في الوقت الذي يوشك فيه الموظفون الأكثر خبرة على التقاعد. ففي الوقت الحالي، 70% من العاملين في خريص هم دون سن الثلاثين، وعديد منهم لا تتعدى خبرتهم العملية حدود المعرفة الأولية. ولذلك تدرك إدارة الإنتاج في خريص أن هذا التدفق للكوادر الشابة يشكِّل فرصةً وتحديًا في الوقت نفسه.

ويُضيف الموظفون الأصغر سنًا على العمل طاقةً شابة مفعمة بالنشاط والحماس، بالإضافة إلى ميولهم إلى استخدام التقنيات الرقمية على نطاق واسع في مجال عملهم. أما التحدي فيكمن في افتقارهم إلى الخبرة في الإجراءات والأعمال المتبعة، إلى جانب عدم معرفتهم بأساليب استخدام المعدات والتقنيات ذات التصميمات الخاصة، التي قد لا يكون لها نظير في العالم. كما أن الالتحاق بالدورات التدريبية في مراكز التدريب الصناعي التابعة للشركة قد يستغرق فترات زمنية طويلة، وأحيانًا قد تكون المعدات في خريص على درجة عالية من التخصص، بحيث لا تتوفر دورات تدريبية خاصة باستعمالها. كما أن تركيز جميع برامج التدريب على الصيانة في أكاديمية واحدة سيمنح هؤلاء الموظفين الجدد خبرة وتدريبًا عمليين على أيدي فنيين وخبراء في المجال نفسه، مما سيكون له الأثر الأكبر في سد الفجوة المعرفية والتسريع بعملية التعلم. ويتضمن جوهر نقل المعرفة على حقيقة أن من بين هؤلاء الموظفين الشباب سيخرج القادة الذين سيتولون إدارة الشركة مستقبلًا، وأن أفضل السبل لتهيئتهم تكون بتزويدهم بالمهارات ليكونوا قادرين على تشغيل منشأة مثل خريص التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 1.2 مليون برميل يوميًا. هذا الجيل الشاب هو من سيتولى زمام الأمور ويضطلع بمواقع المسؤولية حين ترفع إدارة الإنتاج في خريص من قدرتها الإنتاجية إلى 1.5 مليون برميل من النفط الخام العربي الخفيف يوميًا، وتنوُّع أعمالها بإدخال معمل جديد للتوليد المزدوج.

وتعدُّ أكاديمية خريص للصيانة مجرد مثال واحد على نشاطات نقل المعرفة في خريص. أما بالنسبة للموظفين المهنيين المنضمين حديثًا، فتطبق إدارة الإنتاج في خريص وإدارات أعمال الزيت في منطقة الأعمال الجنوبية الأخرى برنامجًا قائمًا على المناهج، تم تطويره حديثًا للموظفين الملتحقين ببرنامج التطوير المهني، بالإضافة إلى عديد من فرص ومهمات العمل سواءً في المشاريع أم في أعمال المعامل.

أكاديمية خريص للصيانة

لضمان تفرغ المشاركين بالكامل لدراستهم، وتجنُب صرف انتباههم عن أعمالهم اليومية، لم يتم إنشاء الأكاديمية داخل المنطقة الصناعية في خريص، بل في منطقة المباني السكنية والمكاتب، مقابل مبنى الإدارة في خريص. وتضمُ الأكاديمية أربع ورش عمل ومناطق للتطبيق العملي تم تخصيصها بناءً على توصيات خبراء اختصاصيين. كما أن المعدات المستخدمة في كل ورشة عمل مشابهة تمامًا لتلك التي تُستخدم في الميدان، وتُعنى ورش العمل بموضوعات مثل:

الأعمال الميكانيكية: ففي هذه الورش، يتدرَّب المشاركون على استخدام الصمامات والمضخات والمعدات الدوارة، وعلب التروس.

أنظمة مراقبة الأعمال: يتعلم المتدربون كيفية التعامل مع صمامات التحكم بالضغط وصمامات ضبط التدفق بالإضافة إلى أجهزة تحليل الأكسجين والماء والغاز.

المنافع الكهربائية: يتعلم المتدرِّبون كيفية فتح وإصلاح محركات المضخات والصمامات العاملة بمحرك ومراكز التحكم بالمحركات التي تزود المضخات بالكهرباء، والمحولات الصغيرة.

الحقول الذكية: هذا النظام المبتكر الذي يستخدم الاستشعار والتحكم عن بُعد لجميع الآبار في منطقة خريص، يتتبع معدلات إنتاج كل بئر ونسب محتوى المنتجات، بالإضافة إلى الضغط ودرجة الحرارة. وتم إدخال هذا النظام لأول مرة إلى الشركة في خريص، ومن بعض المعدات المستخدمة هنا، صمامات ضبط التدفق المتحكم بها عن بُعد، وهي موجودة فقط في خريص. وهكذا يتعلم المتدرِّبون كيفية تشغيل هذا النظام الميداني الذكي المبتكر، وكيفية توقع المشكلات وتحديدها وإصلاحها عند حدوثها.

آخر الأخبار

عرض جميع الأخبار