واصلت دائرة تقنية المعلومات لأكثر من عقد تزويد الشركة بعديد من الخدمات والتقنيات المبتكرة التي تساند أعمال الشركة في مجال النفط والغاز وأهدافها الاستراتيجية كذلك.
تماشيًا مع رؤية الشركة، تنطلق دائرة تقنية المعلومات بفضل القيمة المتمثلة في قاعدة مواردها البشرية، وخبرات موظفيها ومهاراتهم، والتركيز المستمر على تطبيق أفضل الممارسات في مجالها. وظل تركيزها منصبًا على الكفاءة التشغيلية، وتطبيق تقنيات وحلول مبتكرة، وضمان السلامة في الأعمال.
وأصبحت تقنية المعلومات محركًا أساسًا للتقدم والنجاح في جميع جوانب حياتنا، سواءً كان ذلك من خلال تمكين الوصول إلى مجموعة كبيرة من خدمات الاتصالات، أم تعزيز قدراتها على معالجة وتخزين البيانات والحصول عليها في أي مكان وزمان، أو تحويل مؤسسات الأعمال الأساس التقليدية إلى مؤسسات افتراضية تتسم بالمرونة وسرعة الأداء والتغيير.ولطالما كانت تقنية المعلومات في أرامكو السعودية في الطليعة في تقديم الحلول التي تنسجم مع أعمال الشركة وأهدافها الاستراتيجية. وتغطي تلك الحلول طيفًا واسعًا يشمل إدارة المواد الهيدروكربونية، والأمور المالية، والخدمات اللوجستية، والموارد البشرية، والبريد الإلكتروني في الشركة، والطيران، والأعمال البحرية، وحلول قطاع النقل، والحوسبة السحابية الخاصة، والكثير من المجالات الأخرى. وتُعدَّ هذه الحلول محركًا لأعمال الشركة اليومية في سبيل تحقيق أهداف الشركة المستقبلية، كما أنها تُمكِّن المستخدمين من أداء أنشطتهم اليومية بطريقة آمنة ومنتجة.
كما وفَّرت تقنية المعلومات كثيرًا من الخدمات من خلال تعزيز التكامل في المجالات الثلاثة لتقنية المعلومات المتمثلة في التطبيق والحوسبة والاتصال. وأدى هذا الكم الوافر من الخدمات إلى التركيز على أهمية الأمن الإلكتروني في حماية وتأمين الخدمات المختلفة التي تقدِّمها تقنية المعلومات.
استمع النائب الأعلى للرئيس للخدمات الفنية، الأستاذ أحمد عبدالرحمن السعدي، الرابع من اليمين، وعدد من إداريي الشركة إلى عرض قدَّمه طارق الدوسري خلال اجتماع مراجعة الإدارة التنفيذية لأصول السلامة. وحضر الاجتماع كلُّ من المدير التنفيذي لتطوير الأعمال الجديدة، زياد المرشد، ونائب الرئيس للخدمات الصناعية، رئيس مجلس الصيانة في أرامكو السعودية، الأستاذ عبدالحكيم القوحي، ومدير عام خطوط الأنابيب، الأستاذ عبدالله المنصور، والنائب الأعلى للرئيس للمالية والاستراتيجية والتطوير (بالوكالة)، الأستاذ خالد الدباغ، ومدير إدارة منع الخسائر، الأستاذ عبدالله الغامدي، والمشرف الأعلى في مركز البيانات، الأستاذ فاروق الجويسم، ومدير إدارة أعمال الكمبيوتر، الأستاذ أحمد عبدالله العبداللطيف، وخالد الماضي، ومدير إدارة أعمال الاتصالات، الأستاذ باسم الرويعي.
مراكز البيانات في أرامكو السعودية
وتعمل مراكز البيانات في إدارة تقنية المعلومات على مساندة الخدمات المقدَّمة في تلك المجالات الثلاثة. ويُعدُّ مركز البيانات الرئيس أحد مراكز البيانات العديدة في الشركة ومصدرًا باعثًا للفخر والسرور. يضم هذا المركز الذي بدأ عمله في أبريل 2013 الموارد الحيوية في الشركة المحركة لأعمالها في مجال تقنية المعلومات والتنقيب والإنتاج. بُني المركز وصمم وفق أعلى المستويات لضمان توفر الخدمات والموثوقية للمحافظة على استمرارية أنشطة الشركة وأعمالها خلال فترات انقطاع الكهرباء وغيرها من أسباب توقف الأعمال.وأنجز مركز البيانات الرئيس مؤخرًا مشروع توسعة رئيس لاستيعاب الزيادة المتوقعة في متطلبات الحوسبة في الشركة. حيث يزيد مشروع التوسعة من قدرة توليد الطاقة في مصادر التيار الكهربائي غير المنقطع في مركز المعلومات من 2.4 ميغاواط إلى ٦.٣ ميغاواط. وشمل مشروع التوسعة إضافة مكونات رئيسة في المرافق كأنظمة مصادر التيار الكهربائي غير المنقطع والبطاريات ووحدات توزيع التيار الكهربائي ومفاتيح التحويل منخفضة الجهد والمولدات العاملة بالديزل. ومدَّد خلال مشروع التوسعة ما مجموعه 125 كيلومترًا من الكابلات الكهربائية وكابلات أجهزة القياس.
واجه الرئيس الأعلى لمركز البيانات الرئيس، فاروق ناصر الجويسم، وقائد المشروع فهد الجبرتي، وفريقهما لأعمال الكمبيوتر، بالتنسيق مع إدارة المشاريع وإدارة أعمال الكهرباء في منطقة الأعمال الشمالية، تحديات كبيرة إلّا أنهم تغلبوا عليها بتقديم حلول بديلة مناسبة حتى يستمر العمل في المشروع حسب المقرَّر.
ويكمن التفرد والتعقيد في هذا المشروع في تنفيذه، حيث كان مركز البيانات الرئيس مستمرًا في تقديم أعماله لتنفيذ أعمال أرامكو السعودية في مجال تقنية المعلومات وفي مجال التنقيب والإنتاج، ودون وقوع أية حوادث سلامة على الرغم من التعامل مع أجهزة وأنظمة عالية الجهد والطاقة الكهربائية.
تجارب تشغيل
خلال المرحلة النهائية من توسعة مركز البيانات الرئيس، أجرى الجويسم وفريقه 29 تجربة تشغيل تجريبية لضمان مرونة أنظمة المرفق للاستجابة للحالات الطارئة، والتحقق من قدرة المعدات الكهربائية والميكانيكية على استيعاب الأجهزة الجديدة. وكان من بين هذه السيناريوهات التجريبية تنفيذ 18 انقطاعًا كليًا للتيار الكهربائي المستمد من الشركة السعودية للكهرباء حيث استجابت أنظمة مصادر التيار الكهربائي غير المنقطع والمولدات العاملة بالديزل تلقائيًا وزودت المرفق وجميع قاعات البيانات التي تحتوي على مصادر الحوسبة الحيوية للشركة بالطاقة الكهربائية الإجمالية المطلوبة لفترات تصل إلى 30 دقيقة.وخلال تلك الاختبارات، كان مركز البيانات الرئيس يعتمد في تنفيذ أعماله على مصادره الخاصة من الطاقة الكهربائية والتبريد في المركز ودون أن يتسبب ذلك في انقطاع أعمال الشركة ودون الحاجة إلى التحوُّل إلى مركز بيانات بديل. هذه قصة نجاح أخرى لأرامكو السعودية من خلال إدارة تقنية المعلومات، التي أُنجزت بالاعتماد على القيمة المتمثلة في قاعدة مواردها البشرية وخبرات موظفيها ومهاراتهم والتركيز على السلامة في الأعمال.
ممارسات السلامة المستمرة
وزار أعضاء من فريق الإدارة التنفيذية لمراجعة أصول السلامة في الشركة مركز البيانات الرئيس، وأثنوا على ممارسات السلامة المطبقة. وخلال الزيارة ، كشف قسم الإدارة في مركز البيانات عن مبادرات وممارسات السلامة المستمرة التي تركِّز على سلامة الأعمال في مرفق مركز البيانات وسلامة موظفي المساندة.وشملت إحدى المبادرات تطبيق تقنية المراقبة الحرارية التي تخضع حاليًا للمراجعة النهائية لتستخدم على نطاق الشركة بعد ذلك. حيث سيوفِّر ذلك تنبيهات استباقية حول التغيرات في درجة الحرارة داخل المعدات الكهربائية أثناء التشغيل لتجنب حوادث الوميض القوسي قبل وقوعها. وهناك ممارسة أخرى تتمثل في تطبيق لوحات مفاتيح تعمل عن بُعد للمعدات الكهربائية وذلك من غرفة مراقبة تابعة لمركز البيانات الرئيس لتفادي تعرض الموظفين لمخاطر الوميض القوسي. بالإضافة إلى ذلك، قُدم عرض حول نظام تتبع تصاريح العمل بالإضافة إلى ممارسات إيقاف التشغيل ووضع البطاقات الخاصة بذلك. كما صُممت كل تلك المبادرات والممارسات لرفع مستوى السلامة في تنفيذ الأعمال في مرفق مركز البيانات وضمان سلامة موظفي المساندة.
أدى الانقطاع الأخير للتيار الكهربائي من الشركة السعودية للكهرباء الذي حدث في أحد الشهور، إلى خلل في عمل محطتي توليد الكهرباء الفرعيتين اللتين تزودان مركز البيانات في أرامكو السعودية بالطاقة الكهربائية، إلا أنه لم تتوقف أعمال الشركة التي يقدِّمها مركز البيانات. حيث بقي مركز البيانات يعمل بمولداته العاملة بالديزل لمدة 67 دقيقة، حيث زودت المركز بالطاقة الكهربائية المطلوبة التي حافظت على استمرارية عمل المرفق وتقديم الخدمات. كان هذا دليلًا حقيقيًا على مرونة مركز البيانات الرئيس ونتيجة لاختبارات مكثفة وصارمة أجراها فريق المركز.
قصة النجاح تمثل واقعًا تحقق بفضل المساندة المستمرة التي تقدِّمها إدارة تقنية المعلومات على جميع المستويات، والجهود الحثيثة التي يبذلها فريق مركز البيانات الرئيس، والمساندة التي تقدِّمها إدارة المشاريع وإدارة أعمال الكهرباء في منطقة الأعمال الشمالية. وسيستمر التركيز على سلامة وموثوقية الأعمال من خلال تبني أفضل الممارسات والتقنيات والاعتماد على الكفاءات.